نبذة عن حياة الكاتب
معجم تفسير مفردات ألفاظ القرآن الكريم

حَرْفُ الزَّايِ
(ز)
زبد: الزَّبَدُ: زَبَدُ الماءِ: ما يعلوهُ وغيرَهُ من الرغوة، ويعبَّر عنه بالخَبَث. وقد أزْبَـدَ، أي صـارَ ذَا زَبَدٍ. والقومُ: كثُرَ زَبَدُهم، والشيءُ: اشتدَّ بياضُهُ {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً} [الرّعد: 17]. والزُّبْدُ: اشْتُقَّ مِنْهُ لِمُشابَهَتِهِ إيَّاهُ في اللَّوْنِ، وهو ما يُستخرجُ من لبن البقر والغنم بالمخْض، أما إذا كان من الإِبل فهو الحباب. وزَبَدْتهُ زَبَداً: أعْطَيْتُهُ مالاً كالزَّبَدِ كَثْرَةً، وأطْعَمْتُهُ الزُّبْدَ. وأزبَدَ السِّدْرُ: أطلع نَوْراً كالزَّبَدِ على الماء، والزُّبَّادُ ضرْبٌ من النبات، و (زُبْدُ اللبن وزُبَّادُ اللبن): مـا لا خيرَ فيه، ومن الأمثال «اختلطَ الخاثِرُ بالزُّبَّاد» أي اختلطَ الجيّدُ بالرديء.
زبر: الزُّبْرَةُ: قِطْعَةٌ عَظِيمَةٌ مِنَ الحَدِيدِ، جَمْعُهُ زُبَرٌ وزُبُرٌ {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} [الكهف: 96]. وقد يُقالُ: الزُّبْرَةُ مِنَ الشَّعَر، جَمْعُهُ زُبُرٌ، واسْتُعِيرَ للمُجَزَّأ. {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا} [المؤمنون: 53] أي صارُوا فيه أحْزَاباً. وزَبَرْتُ الكِتابَ: كَتَبْتُهُ كِتابَـةً غليظـة. وكُـلُّ كِتابٍ غَلِيظِ الكِتابَةِ يُقالُ له: زَبُورٌ. وخُصَّ الزَّبُورُ بالكِتابِ المُنَزَّلِ على دَاوُدَ (ع) {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النِّسَاء: 163]، {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} [الأنبيَاء: 105] وقُرِىءَ زُبُوراً (بضم الزاي) وذلك جَمْعُ زَبُورٍ، كقولِهِمْ في جَمْعِ ظَريفٍ: ظُروفٌ، أو يكُونُ جَمْعَ زِبْرٍ، وزِبْرٌ مَصْدَرٌ سُمِّيَ به كالكِتابِ، ثم جُمِعَ على زُبُرٍ كما جُمِعَ كِتابٌ على كُتُبٍ. وقيلَ: بَل الزَّبُورُ كُلُّ كِتابٍ صَعُبَ الوُقُوفُ عليه مِنَ الكُتُبِ السَّماوِيَّةِ {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ} [الشُّعَرَاء: 196]، {وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} [آل عِمرَان: 184]، {أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ} [القَمَر: 43] أي في الكتب العظيمة.
زبن: الزِّبْنِيَةُ متمرِّدُ الجن والإنس، أو الشديدُ القويّ، وقال في الصحاح: الزبانيةُ عند العرب الشُّرَطُ، وسمّي بذلك بعض الملائكة لدفعهم أهلَ النارِ إليها، وجَمْعُ واحِدِ الزبانية زَبينة، وعن الكسائي: زَبْنَى، وزَابِن عن الأخفش، أُخِذَ من الزَّبْن وهو الدَّفع. والناقة تزبنُ الحالبَ أي تَرْكُلُه بِرِجْلها وتَدفعه. وقوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ *سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العَلق: 17-18] أي الملائكةَ الغلاظَ الشِّدادَ يدفعون به إلى نار جهنم.
زج: الزُّجاجُ: جسمٌ شفافٌ يُصنَعُ من الرمل والقِلى، الواحِدَةُ زُجاجَةٌ {فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} [النُّور: 35]. والزُّجُّ: حَدِيدَةٌ أسْفَلَ الرُّمْحِ، جَمْعُهُ زِجاجٌ، وزَجَجْتُ الرَّجُلَ: طَعَنْتُهُ بالزُّجِّ. وأزْجَجْتُ الرُّمْحَ: جَعَلْت له زُجّاً. وأزْجَجْتُهُ: نَزَعْتُ زُجّه. والزَّجَجُ: دِقَّةٌ في الحاجبَيْنِ: مُشَبَّهٌ بالزُّجِّ، وظَلِيمٌ أزَجُّ، ونَعامَةٌ زَجَّاءُ: فوق عينيها ريشٌ أبيضُ.
زجر: الزَّجْرُ: طَرْدٌ بِصَوْتٍ، يُقالُ: زَجَرْتُهُ فانْزَجَرَ. {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} [الصَّافات: 19] أي صيحةٌ واحدةٌ، ثم يُسْتَعْمَلُ في الطَّرْدِ تارَةً، وفي الصَّوْتِ أخْرَى. وقولُهُ: {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا} [الصَّافات: 2] أي المَلائِكَةِ التي تَزْجُرُ السَّحابَ. وقولُهُ: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} [القَمَر: 4] أي نَهْيٌ شديدٌ، ومَنْعٌ عَنِ ارْتكابِ المآثِمِ. وقال: {فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ} [القَمَر: 9] أي اْنتَهَرُوهُ بالسَّبِّ والأذِيَّةِ حتَّى الطرْد من بَيْنِهِمْ؛ واسْتِعْمالُ الزَّجْر فيه لِصياحِهِمْ بالمَطْرُودِ، نحوُ أنْ يُقالَ: اعْزُبْ، وتَنَحَّ وورَاءَكَ.
زجو: التَّزْجِيَةُ: دَفْعُ الشيءِ لِيَنْساقَ، زَجَّى الشيءَ تَزْجِيةً: دفعَهُ برِفقٍ، أو ساقَهُ، كَتَزْجِيَةِ الرِّيحِ السَّحابَ {يُزْجِي سَحَابًا} [النُّور: 43]، {يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ} [الإسرَاء: 66]. ومنه اسْتُعير: زَجَا الخَرَاجُ يَزْجُو، وخراجٌ زَاجٍ: سهلت جبايته. وقوله تعالى: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} [يُوسُف: 88] أي رديئة فتُرَدُّ رغبةً عنها.
زحزح: زَحْزَحَهُ عن الشيء زَحْزَحَةً: باعدَه، {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ} [آل عِمرَان: 185] أي أزِيلَ عَنْ مَقَرِّهِ في النار ونحّي عنها. {وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ} [البَقَرَة: 96] أي لا يستطيع أحد أن ينجيه من عذاب الله إذا عصا، ولا يمنعه طول عمره من الابتعاد عن العذاب لأنه لا بد من فناء العمر.
زحف: أصْلُ الزَّحْفِ: انْبعاثٌ مَعَ جَرّ الرِّجْلِ، كانْبعاثِ الصَّبيِّ يَزْحَفُ قَبْلَ أنْ يَمْشيَ، وكالعَسكَر إذَا مشَوْا إلى العدوِّ متثاقلين لكثرتِهم فيُعْثَرُونَ. ومنه قول الله عزّ وجلّ: {إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا} [الأنفَال: 15]. والزَّاحِفُ: السَّهْمُ يَقَعُ دُونَ الغَرَضِ.
زخرف: الزُّخْرُفُ: الزِّينَةُ المُزَوَّقَةُ، ومنه قِيلَ لِلذَّهَبِ: زُخْرُف. {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا} [يُونس: 24] أي ألوانَ نباتِها، و {بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ} [الإسرَاء: 93] أي ذَهَبٍ مُزَوَّقٍ. وقال تعالى: {وَزُخْرُفًا} [الزّخرُف: 35]، {زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعَام: 112] أي المُزَوَّقاتِ مِنَ الكلامِ الذي ينطوي على الباطل.
زرب: الزَّرَابِيُّ: جَمْعُ زِرْبٍ، وهو ضَرْبٌ مِنَ الثيابِ، مُحَبَّرٌ مَنْسُوبٌ إلَى مَوْضِعٍ وعلى طَرِيقِ التَّشْبِيهِ والاِسْتِعارَةِ. {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} [الغَاشِيَة: 16] وهي النمارقُ والطنافسُ، والزَّرْبُ والزَّرِيبَةُ: حظيرةُ الغَنَمِ، وقُتْرَةُ الرَّامِي: ما يبنيهِ الصائدُ ليستترَ به عن الصّيْد.
زرع: الزَّرْعُ: الإِنْباتُ، وحقيقةُ ذلك تَكُونُ بالتدابير الإِلَهِيَّةِ من دُون البَشَريّةِ. {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [الواقِعَة: 64] فَنَسبَ الحَرْثَ إليهمْ، ونَفَى الزَّرْعَ عنهمُ، ونَسَبهُ إلَى نَفْسهِ، وإذَا نُسِبَ إلَى العَبْدِ فَلِكَوْنِهِ فاعِلاً لِلأسْبابِ التي هي سَبَبُ الزَّرْعِ، كما تَقُولُ: أنْبَتُّ كذا، إذَا كُنْتَ مِنْ أسْبابِ نَباتِهِ. والزَّرْعُ في الأصْلِ مَصْدَرٌ، وعُبِّرَ به عَنِ المَزْرُوعِ، نحوُ قولِهِ: {فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا} [السَّجدَة: 27]، وقال: {وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} [الدّخان: 26]. ويُقالُ: زَرَعَ اللَّهُ ولَدَكَ، تشبيهاً، كما تَقُولُ: أنْبَتَهُ اللَّهُ. والمُزْرِعُ: الزَّرَّاعُ. والمزدَرَعُ: موضِعُ الزَّرْعِ.
زرق: الزُّرْقَةُ: لونُ الأَزرق وهو بَيْن البياضِ والسوادِ. يُقالُ: زَرَقَتْ عَيْنُهُ زُرْقَةً وزَرَقَاناً. وقولُهُ تعالى: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} [طه: 102] أي الذين اتَّخذوا مع اللَّهِ إلهاً آخَرَ يُحشرون عُمْيَ الْعُيون سودَ الوجوه، وهذا تشويه لِخَلْقِهم، وذلك من زَرِقَ الرجلُ زَرَقاً، أي عَمِيَ، فيقال: زُرْق العيون: أي فأمتلأت العيون بماء زرقاء فعميتْ عن النظر بحيث تُرى زُرْقاً وهي عُميٌ لا نورَ لها.
زرى: زَرَيْتُ عليه: عِبْتُهُ. وأزْرَيْتُ به: قَصَدْتُ به عيباً، وكذلك ازْدَرَاهُ: امتهنه أو استخفَّ به. وأصْلُهُ افْتَعَلْتُ. {وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا} [هُود: 31]. تَقْدِيرُهُ: تَزْدَرِيهمْ أعْيُنُكُمْ، أي تَسْتَقِلُّهُمْ وتَسْتَهِينُ بِهمْ.
زعق: الزُّعاقُ: الماءُ الزعاق: الشَّدِيدُ المُلُوحَةِ. وطَعامٌ مَزْعُوقٌ: كَثُرَ مِلْحُهُ حتى صارَ زُعاقاً. وزَعَقَ به: أفْزَعَهُ بِصِياحِهِ فانْزَعَقَ، أي فَزعَ. والزَّعِقُ: الكَثِيرُ الزَّعْقِ، أي الصَّوْتِ.
زعم: الزَّعْمُ: حِكايَةُ قَوْلٍ يَكونُ مَظنَّةً للكَذِبِ، وَقدْ وَرَدَ في القُرآنِ الكريمِ في كُلِّ مَوْضِعٍ ذُمَّ به الزَّاعِمْونَ نحوُ: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [التّغَابُن: 7]، {بَلْ زَعَمْتُمْ} [الكهف: 48]، {كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعَام: 22]، {زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ} [الإسرَاء: 56]. وقيلَ للضَّمانِ بالقَوْلِ والرِّئَاسَةِ: زَعامَةٌ، وقيلَ للمُتَكَفِّلِ والرئِيسِ: زَعيمٌ، وذلك لِلاعْتِقادِ في قَوْلَيْهِما أنَّهُما مَظِنَّةٌ للكَذِبِ. وأمَّا قولُهُ: {وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} [يُوسُف: 72]، أي كَفيلٌ، وقوله تعالى: {أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} [القَلَم: 40] إمَّا مِنَ الزَّعامَةِ أي الكَفالَةِ، أو مِنَ الزَّعْمِ بالقَوْلِ.
زف: زَفَّ الإِبِلُ يَزِفُّ زَفّاً وزَفِيفاً: أسرعتْ، وأزَفَّها سائِقُها: حَمَلَها على الإِسراعِ، وقُرِىءَ {إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} [الصَّافات: 94] أي يُسرعُونَ. والزَّفيف هي حالةٌ بين المشي والعدو. ويَزِفُّونَ: أي يَحْمِلُونَ أصحابَهُمْ على الزَّفِيفِ. وأصْلُ الزَّفِيفِ في هُبوبِ الرِّيحِ وسُرْعَةِ النَّعامِ التي تَخْلِطُ الطَّيَرانَ بالمَشْي. وزَفْزَفَ النَّعامُ: أسْرَعَ، ومنه اسْتُعِيرَ زَفَّ العَرُوسَ، واسْتِعارَةُ ما يَقْتَضِي السُّرْعَةَ لا لأجْلِ مِشْيَتها، ولكنْ للذَّهابِ بها على خِفَّةٍ مِنَ السُّرورِ. وأصلُ الزَّف المَشْيُ بسرعةٍ في تَقَارُبِ خَطْوٍ وسُكُونٍ.
زفر: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ} [هُود: 106] فالزَّفِيرُ: تَرَدُّدُ النَّفَسِ في إدخالِهِ حتى تَنْتَفِخَ الضُّلُوعُ منه. وازْدَفَرَ فُلانٌ كذا ـ من الزَّفير الذي بمعنى الداهية ـ إذَا تَحَمَّلَهُ بِمَشَقَّةٍ، فَتَرَدَّدَ فيه نَفَسُهُ. وقِيلَ لِلإماءِ الحامِلات للماءِ: زَوَافِرُ، وزَوافِرُ المجد: أعمدتُهُ.
زقم: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ} [الدّخان: 43] جَناها عبارَةٌ عَنْ أطْعِمَةٍ كَريهةٍ في النارِ، ومنه اسْتُعِيرَ: زَقَمَ فُلانٌ، وتَزَقَّمَ شيئاً كَريهاً: ابتلَعَهُ.
زكا: أصْلُ الزَّكاةِ: النُّمُوُّ الحاصلُ عَنْ بَركةِ اللهِ تعالى، ويُعْتَبَرُ ذلك بالأمُورِ الدُّنْيَويَّةِ والأخْرَوِيَّةِ. يُقالُ: زَكا الزَّرْعُ يَزْكُو، إذَا حَصَلَ منه نُمُوٌّ وبَرَكَةٌ. وقولُهُ: {أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} [الكهف: 19] إشارَةٌ إلَى ما يَكُونُ حَلالاً لا يُسْتَوْخَمُ عُقْباهُ، ومنه الزَّكاةُ: لِما يُخْرِجُ الإِنْسانُ مِنْ حَقِّ اللَّهِ تعالى إلَى الفُقَراءِ. وتسْمِيَتُهُ بذلك، لِما يَكُونُ فيها مِنْ رَجاءِ البَرَكَةِ، أو لِتَزْكِيَةِ النَّفْسِ أي تَنْمِيَتِها بالخَيْرَاتِ والبَركاتِ، أو لَهُما جَمِيعاً، فإنَّ الخَيْرَيْنِ مَوْجُودَانِ فيها. وقَرَنَ اللَّهُ تعالى الزَّكاةَ بالصلاةِ في القُرْآنِ بقولِهِ: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البَقَرَة: 43]. وبِزَكاءِ النَّفْسِ وطَهارَتِها يَصِيرُ الإنْسانُ بِحَيْثُ يَسْتَحِقُّ في الدُّنْيا الأوصافَ المَحْمُودَةَ، وفي الآخِرةِ الأجْرَ والمَثْوبَةَ، وهو أنْ يَتَحَرَّى الإنْسانُ ما فيه تَطْهِيرُهُ، وذلك يُنْسَبُ تارَةً إلَى العَبْدِ لِكَوْنِهِ مُكْتَسِباً لذلك نحوُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشّمس: 9] وتارَةً يُنْسَبُ إلَى اللَّهِ تعالى لِكَوْنِهِ فاعِلاً لذلك في الحقيقةِ نحوُ {بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [النِّسَاء: 49] وتارَةً إلى النَّبِيِّ لِكوْنِهِ واسِطَةً في وصُولِ ذلك إليهمْ نحوُ: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التّوبَة: 103]، {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ} [البَقَرَة: 151] وتارَةً إلَى العِبادَةِ التي هي آلَةٌ في ذلك نحوُ: {وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً} [مَريَم: 13]، {لأَِهَبَ لَكِ غُلاَمًا زَكِيًّا} [مَريَم: 19] أي مُزَكًّى بالخِلْقَةِ، وذلك على طَريقِ ما ذَكَرْنا مِنَ الاِجْتِباءِ، وهو أنْ يَجْعَلَ بَعْضَ عِبادِهِ عالِماً وطاهِرَ الخُلُقِ لا بالتَّعَلُّمِ والمُمارَسَةِ، بَلْ بِتَوْفِيقٍ إلهيٍّ، كما يَكُونُ لِجُلِّ الأنبياءِ والرُّسُلِ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ تَسْمِيَتُهُ بالمُزكَّى لِما يكُونُ عليه في الاسْتِقْبالِ لا في الحالِ. والمعنَى: سَيَتَزَكَّى. {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} [المؤمنون: 4] أي يَفْعَلُونَ ما يَفْعَلُونَ مِنَ العِبادَةِ لِيُزَكِّيَهُمُ اللَّهُ، أو لِيُزكُّوا أنْفُسَهُمْ، والمَعْنَيانِ واحِدٌ. وليسَ قولُهُ: للزَّكاةِ مَفْعُولاً لقولِهِ فاعِلُونَ، بَلِ اللاّمُ فيه لِلْعِلَّةِ والقَصْدِ. وتَزْكِيَةُ الإنْسانِ نَفْسَهُ ضَرْبان: أحَدُهُما بالفِعْلِ، وهو محمودٌ وإليه قُصِدَ بقولِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشّمس: 9] وقولِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى: 14] والثانِي بالقولِ، كَتَزكِيَةِ العَدْلِ غَيْرَهُ، وذلك مَذْمُومٌ أن يَفْعَلَ الإنْسانُ بنَفْسِهِ. وقد نَهى اللَّهُ تعالى عنه، فَقالَ: {فَلاَ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النّجْم: 32] ونَهْيُهُ عَنْ ذلك تأْديبٌ لِقُبْحِ مَدْحِ الإنْسانِ نَفْسَهُ عَقْلاً وشَرْعاً. ولهذا قيلَ لحكِيمٍ: ما الذي لا يَحْسُنُ وإنْ كانَ حَقّاً؟ فَقالَ: مَدْحُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ.
زل: الزَّلَّةُ، في الأصْلِ: اسْتِرْسالُ الرِّجْلِ مِنْ غَيْر قَصْدٍ. يُقالُ: زَلَّتْ رِجْلٌ تَزِلُّ. والزَّلَّةُ: المَكانُ الزَّلقُ. وقيلَ للذَّنْبِ مِنْ غَيْر قَصْدٍ: زَلَّةٌ، تشبيهاً بِزَلَّةِ الرِّجْلِ. قال تعالى: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ} [البَقَرَة: 209]، {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ} [البَقَرَة: 36]. واسْتَزَلَّهُ، إذَا تَحَرَّى زَلَّتَهُ. وقال: {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ} [آل عِمرَان: 155] أي اسْتَجرَّهُمِ الشَّيْطانُ حتى زَلُّوا، فإنَّ الخَطِيئَةَ الصَّغِيرةَ إذَا تَرَخَّصَ الإنْسانُ فيها تَصِيرُ مُسَهِّلَةً لِسَبِيلِ الشَّيْطانِ على نَفْسِهِ. وقولُهُ عليه وعلى آله الصلاة والسلامُ: «مَنْ أزَلَّتْ إليه نِعْمَةٌ فَلْيَشْكُرْها» أي مَنْ أُوصِلَ إليه نِعْمَةٌ بِلا قَصْدٍ مِنْ مُسْدِيها، تنبيهاً أنه إذَا كانَ الشُّكْرُ في ذلك لازِماً فكيفَ فيما يَكُونُ عَنْ قَصْدِهِ. والتَّزَلْزُلُ: الاضْطِرَابُ. وتَكْرِيرُ حُرُوفِ لَفْظِهِ تنبيهٌ على تَكْرِير معنَى الزَّلَلِ فيه، قال: {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [الزّلزَلة: 1] و {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحَجّ: 1]، و {وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا} [الأحزَاب: 11] أي زُعْزعُوا مِنَ الرُّعْب.
زلف: الزُّلْفَةُ: المَنْزلةُ والحَظْوَةُ. وقولُهُ {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً} [المُلك: 27] قيلَ مَعْناهُ: لَمَّا رأى الكافرون زُلْفَةَ المُؤمِنينَ أي منزلتَهم، وقد حُرِمُوها. وقيلَ: اسْتِعْمالُ الزُّلْفَةِ في مَنْزِلةِ العَذَابِ كاسْتِعْمالِ البِشارَة ونحوها مِنَ الألفاظِ. وقيلَ لمنَازِلِ الليْلِ زُلَفٌ، ومنه {وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هُود: 114]. والزُّلْفَى: الحَظْوَةُ والقربى. {إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزُّمَر: 3] أي إلاّ ليشفعوا لنا ويجعلوا لنا حظوة عند الله. والمَزَالِفُ: المَرَاقِي. وأزْلَفْتُهُ: جَعَلْتُ له زُلْفَى. قال تعالى: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ} [الشُّعَرَاء: 64]، {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الشُّعَرَاء: 90]. والمزدلفة: مكان جمع الحصى من الحجيج. ولَيْلَةُ المُزْدَلِفَةِ: خُصَّتْ بذلك لِقُرْبِ الحجيج مِنْ مِنًى بَعْدَ الإِفاضَةِ من جبل عرفات؛ وفي الحَدِيثِ: «ازْدَلِفُوا إلَى اللَّهِ بِرَكْعَتَيْنِ»(115) أي تقرّبوا.
زلق: زَلَقَ زَلْقاً وَزَلِق زلَقاً: زلّ، والزَّلَلُ والزّلَقُ متقاربان. وزلَقَهُ عن مكانه: نحّاه أي: أَزلَّهُ عن مكانه. وقولُه تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ} [القَلَم: 51] أي يكادون يصرعونك بِحدّة نظرِهم ويزيلونك عن موضعك، ويدحضون حجّتَك بالسعي لإبطالها. ويُقال: حجةٌ داحضة: أي باطلة. والمعنى: يُنَحُّونَكَ عن الدعوة، وبهذا يزيلونَكَ عن مكانتك. وقيلَ يُصيبونَك بأَعْيُنِهم فَيُهْلِكُونَك، وبهذا يكونون قد نحَّوْك عن طريقهم. والزّلَقُ: الأرضُ الملساءُ المستوية، لا نباتَ فيها ولا شيء. وأصلُ الزَّلَق: ما تَزْلَقُ أو تَزْلُق عنه الأَقدامُ، أي تَزِلُّ عنه، فلا تَثْبُتُ عليه. وقوله تعالى: {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} [الكهف: 40] أي أرضاً مستويةً لا نبات عليها.
زلم: قال الله تعالى: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلاَمِ} [المَائدة: 3] والأزلامُ جمعُ زَلَم، وهي السّهامُ التي كان أَهْلُ الجاهلية يستقسمونها. والاستقِسامُ معناه طلبُ القسمة، أي قِسمةِ الأرزاق، وكانت تتمّ بالقِداح التي يتفاءلون بها في أسفارهم وابتداءِ أمورهم. وكانوا في الجاهلية يستعملون سهاماً كُتِبَ على بعضها «أمرَني ربي»، وعلى بعضها الآخر: «نهاني ربي»، وبعضُها لم يُكتب عليه شيء، فإذا أرادوا سَفَراً، أو أمراً يهتمون به ضربوا بالسهام على تلك القداح، فإن خرج السهمُ الذي عليه «أمرني ربي» وأصاب القِدحَ مضى الرجل في حاجته، وإن خرج الذي عليه «نهاني ربي» لم يمضِ، وإن خرج الذي ليس عليه شيءٌ أعادها. وقد نهى الله تعالى عن ذلك، وبيّن أنه حرام، لأنها من عمل الشيطان، وذلك بقوله العزيز: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} [المَائدة: 90].
زمر: قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} [الزُّمَر: 73]. والزُّمر: جمع زُمرة، وهي الجماعة. قال أبو عبيدة: الزُّمر جماعات في تفرقة، بعضُهم في إِثر بعض.
زمل: قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} [المُزّمل: 1]، وفيه مخاطبةٌ للنبيّ (ص) ، أي: يا أيها الملتفُّ بثيابه، أو الملتحفُ أغطيةَ فراشِه. ويقالُ لكلِّ شيءٍ لُفِّف: قد زُمِّل.
زمهر: قال تعالى: {لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلاَ زَمْهَرِيرًا} [الإنسَان: 13]، أي لا يرى أهلُ الجنة فيها شمساً يتأذَّوْنَ بحرّها، ولا صقيعاً يتأذَّوْنَ ببرده، لأن الزمهرير أشدُّ ما يكونُ من البرد.
زنى: الزِّنَى وطءُ المَرأةِ مِنْ غَيْر عَقْدٍ شَرْعيٍّ، وقد يُقْصَرُ. وإذَا مُدَّ يصحُّ أنْ يَكُونَ مَصْدَرَ المُفاعَلَةِ. والنِّسْبَةُ إليه زَنَوِيٌّ. وفُلانٌ لِزِنْيَةٍ وزَنْيَةٍ. قال تعالى: {الزَّانِي لاَ يَنْكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنْكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ} [النُّور: 3]، {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي} [النُّور: 2]. والزَّناءُ: الحاقِنُ بَوْلُهُ. ونُهِيَ الرَّجُلُ أنْ يُصَلِّيَ وهو زَناءٌ.
زنجبيل : قال تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً} [الإنسَان: 17]. والزنجبيلُ نوعٌ من أنواع القِرْفة طيِّبُ الطعم يربّى بالعسل، ويُستدفعُ به المضارَّة، وإذا مُزِجَ به الشرابُ فاق في طعمه الالتذاذ، وكانت العرب تستطيبُ الزنجبيل كثيراً.
زنم: الزَّنيمُ، والمُزَنَّمُ: الزَّائِدُ في القَوْمِ، وليسَ منهم، تشبيهاً بالزَّنَمَتَيْنِ مِنَ الشاةِ، وهُما المُتَدَلِّيَتانِ مِنْ أذُنها ومِنَ الحَلْقِ. {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القَلَم: 13] وهو العبْدُ، زَلْمَةً وزَنْمَةً، أي المُنْتَسِبُ إلَى قَوْمٍ، هو مُعَلَّقٌ بِهمْ لا منهمْ، وقال الشاعِرُ:
فأنْتَ زَنِيمٌ نِيطَ في آلِ هاشِمٍ كما نِيطَ خَلْفَ الرَّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ
زهد: الزَّهِيدُ: الشيءُ القليلُ. والزَّاهِدُ في الشيءِ: الرَّاغِبُ عنه، والرَّاضِي منه بالزَّهِيدِ، أي القليلِ. قال تعالى: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} [يُوسُف: 20].
زهق: زَهَقَتْ نَفْسُهُ: خَرَجَتْ مِنَ الأسَفِ على الشيءِ. {وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ} [التّوبَة: 55] أي تَهْلَكُ وتَفْنَى بالموتِ. وقوله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسرَاء: 81] أي اضمحلّ الباطلُ وذَهَبَ هاوِياً لا ثَباتَ لَهُ.
زوج: يُقالُ لِكُلِّ واحِدٍ مِنَ القَرينَيْنِ مِنَ الذَّكَر والأنْثَى في الحَيَواناتِ المُتَزَاوِجَةِ: زَوْجٌ، ولِكُلِّ قَرِينَيْنِ فيها وفي غَيْرها: زَوجٌ، كالخُفِّ والنَّعْلِ، ولِكُلِّ ما يَقْتَرِن بآخَرَ مُماثِلاً له أوْ مُضادّاً: زَوْجٌ. {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} [القِيَامَة: 39]، {وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البَقَرَة: 35] .وزَوْجَةٌ: لغَةٌ رَدِيئَةٌ، وجَمْعُها زَوْجاتٌ، وَجَمْـعُ الزَّوْجِ أزْوَاجٌ. قال تعالى: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ} [يس: 56]، {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصَّافات: 22] أي أقْرَانَهمْ المُقْتَدِينَ بِهِمْ في أفْعالِهِم. {إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} [الحِجر: 88] أي أشْباهاً وأقْرَاناً. وقولُهُ: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ} [يس: 36]، {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [الذّاريَات: 49] فتنبيهٌ أنَّ الأشْياءَ كُلَّها مُرَكَّبَةٌ مِنْ جَوْهَرٍ وعَرَضٍ ومادَّةٍ وصُورَةٍ، وأنْ لا شيءَ يَتَعَرَّى مِنْ تَرْكِيبٍ يَقْتَضِي كَوْنَهُ مَصْنُوعاً، وأنه لا بُدَّ له مِنْ صانِعٍ، تنبيهاً أنه تعالى هو الفَرْدُ. وقولُهُ: {خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [الذّاريَات: 49] فَبَيَّنَ أنَّ كُلَّ ما في العالَمِ زوْجٌ، مِنْ حَيْثُ إنَّ له ضِدّاً مَّا، أو مِثْلاً مَّا، أو تَرْكِيباً مَّا بَلْ لا يَنْفَكُّ بوجْهٍ مِنْ تَرْكِيبٍ، وإنَّما ذَكَرَ هَهُنا زَوْجَيْنِ تنبيهاً أنَّ الشيءَ وإنْ لم يكنْ له ضِدٌّ ولا مِثْلٌ، فإنه لا يَنْفَكُّ مِنْ تَركِيبِ جَوْهَرٍ وعَرَضٍ، وذلك زَوْجَانِ. وقولُهُ: {أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى} [طه: 53] أي أنواعاً مُتَشابِهَةً. وكذلك قولُهُ: {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [الشُّعَرَاء: 7]، {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} [الأنعَام: 143] أي أصْنافٍ. وقولُهُ: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاَثَةً} [الواقِعَة: 7] أي قُرَناء ثلاثة، وهُمُ الذينَ فَسَّرَهُمْ بِما بَعْدُ. وقولُهُ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التّكوير: 7] فقد قيل: مَعْناهُ: قُرنَ كُلُّ شِيعةٍ بِمَنْ شايَعَهُمْ في الجنةِ والنارِ، نحوُ: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصَّافات: 22]، وقيلَ: قُرِنَتِ الأرْوَاحُ بأجْسادِها حَسْبَما نَبَّهَ عليه قولُهُ في أحَدِ التَّفْسِيرَيْنِ: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَةً} [الفَجر: 27-28] أي صاحِبِكِ. وقيلَ: قُرنَتِ النُّفُوس بأعْمالِها حَسْبَما نَبَّهَ عليه قولُهُ: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ} [آل عِمرَان: 30]. وقولُهُ: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدّخان: 54] أي قَرَنَّاهُمْ بِهِنَّ. ولم يَجِىءْ في القرآن زَوّجْنَاهُمْ حوراً، كما يُقالُ: زَوَّجْتُهُ امْرأَةً، تنبيهاً أنَّ ذلك لا يكُونُ على حَسَبِ المُتَعارفِ فيما بَيْنَنَا مِنَ المُناكَحةِ.
زودَ: الزِّيادَةُ: أنْ يَنْضَمَّ إلَى ما عليه الشيءُ في نَفْسِهِ شيءٌ آخَرُ. يُقالُ: زِدْتُهُ فازْدَادَ. وقولُهُ: {وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} [يُوسُف: 65] نحوُ ازْدَدْتُ فَضْلاً، أي ازْدَادَ فَضْلي، وهو مِنْ بابِ: سَفِهَ نَفْسَهُ. وذلك قد يَكُونُ زِيادَةً مَذْمُومَةً كالزِّيادَةِ على الكِفَايَةِ، مِثْلُ زِيادَةِ الأصابِعِ، والزَّوائِدِ في قَوَائِمِ الدَّابَّةِ، وزِيَادَةِ الكَبِدِ، وهي قِطْعَةٌ مُعَلَّقَةٌ بِها يُتَصَوَّرُ أنْ لا حاجَةَ إليها لِكَوْنِها غَيْرَ مَأكُولَةٍ، وقد تَكُونُ زِيادَةً محمودَةً نحوُ قولِهِ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يُونس: 26] ورُوِيَ مِنْ طُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ أنَّ هذه الزَّيادَةَ النَّظَرُ إلَى وجْهِ اللَّهِ إشارَةً إلَى إنْعامٍ وأحْوالٍ لا يُمْكِنُ تَصَوُّرُها في الدُّنْيا. {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} [البَقَرَة: 247] أي أعْطاهُ مِنَ العِلْمِ والجِسْمِ قَدْراً يَزيدُ على ما أعْطَى أهْلَ زَمانِهِ، ومنه قولُهُ: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً} [مَريَم: 76].. ومِنَ الزيادَةِ المَكرُوهَةِ قولُهُ: {مَا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا} [فَاطِر: 42] وقولُهُ: {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} [النّحل: 88]، {فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ} [هُود: 63] وقولُهُ: {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البَقَرَة: 10] فإِنَّ هذه الزيادَةَ هو ما بُنِيَ عليه جِبِلَّةُ الإنْسـان أنَّ مَـنْ تَعاطى فِعْلاً إنْ خَيْراً وإنْ شَرّاً تَقَوَّى فيما يَتَعاطاهُ فَيَزْدَادُ حالاً فحالاً. وقولُهُ: {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30] يَجُوزُ أنْ يَكُونَ ذلك اسْتِدْعاءً للزيادَةِ؛ ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ تنبيهاً أنها قد امْتَلأتْ وحَصَلَ فيها ما ذَكَرَ تعالى في قولِهِ: {لأََمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [هُود: 119]. يُقالُ: زِدْتُهُ، وزَادَ هو، وازْدَاد. قال: {وَازْدَادُوا تِسْعًا} [الكهف: 25]، {ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} [آل عِمرَان: 90]، {وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} [الرّعد: 8]. وأما قوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأََزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] من نعمي قال (ص) : «أيما عبدٍ أنعمت عليه بنعمةٍ فأقرّ بها بقَلْبِهِ وحمد الله عليها بلسانه لمْ ينفُذْ، حتى يأمرَ اللهُ له بالزيادة».
والزَّادُ المُدَّخَرُ: الزائِدُ على ما يُحْتاجُ إليه في الوقْتِ. والتَّزَوُّدُ: أخْذُ الزادِ. {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البَقَرَة: 197].
زور: الزَّوْرُ: أعْلَى الصَّدْرِ. وزُرْتُ فُلاناً: تَلَقَّيْتُهُ بِزَوْرِي، أو قَصَدْتُ زَوْرَهُ. نحوُ: وجَهْتُهُ. ورَجُلٌ زَائِرٌ، وقَوْمٌ زَوْرٌ، نحوُ مُسافِرٍ وسَفْرٍ. وقد يُقالُ: رَجُلٌ زَوْرٌ، فيكُونُ مَصْدَراً مَوْصُوفاً به، نحوُ ضَيْفٍ. والزَّوْرُ: مَيْلٌ في الزَّوْرِ. والأزْوَرُ: المائِلُ الزَّوْرِ. وقولُهُ: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ} [الكهف: 17] أي تَمِيلُ الشمسُ، وقتَ طُلوعِها، عَنْ كهفِهِمْ إلى جِهةِ اليمين. والازورارُ: الانْقِباضُ. يُقالُ: تَزَاوَرَ عنه، وازْوَرَّ، ورَجُلٌ أَزْوَرُ، وقومٌ زَوْرٌ. وبِئرٌ زَوْرَاءُ: مائِلَةُ الحَفْر. وقيلَ للكَذِبِ زُورٌ لِكَوْنِهِ مَائِلاً عَنْ جِهَتِهِ {فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا} [الفُرقان: 4]، و {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحَجّ: 30]، {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} [المجَادلة: 2]، {لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفُرقان: 72]. ويُسَمَّى الصَّنَمُ زُوراً كما في قولِ الشاعِرِ:
جاؤوا بِزُورٍ بَيْنَهم وجِئْنا بالأُمَمِ
لِكَوْنِ ذلك كَذِباً ومَيْلاً عَنِ الحَقِّ.
زول: زَالَ الشيءُ يَزُولُ زَوَالاً: فارَقَ طَريقَهُ جانِحاً عنه. وقيلَ: أزَلْتُهُ وزَوَّلْتُهُ. قال: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} [فَاطِر: 41]، بمعنى: السماواتُ والأرضُ مَمْسُوكَةٌ مِنْ غير عَلاَقةٍ فوقَها ولا عمادٍ تَحْتَهَا لِئَلاَّ تُفارِقَ طَريقَهَا ولا تَجْنَحَ عَنْهُ. وإنْ قُدِّرَ وانْحَرَفَتِ السماواتُ والأرضُ عَنِ الطَّريقِ فَمَنْ يُمْسِكُهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ بعدِ اللهِ عزَّ شَأْنُهُ وعظُمَتْ قُدْرَتُهُ. {لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46] والزَّوَالُ: هو الانتقالُ مِنَ الوُجُودِ إلى العَدَمِ، بِمَعْنى الاْنتِقَالِ مِنَ الدُّنْيا إلى الآخِرَةِ أو مِنَ الرَّاحةِ إلى العَذَابِ، كَقَولِهِ تَعَالَى: {أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ} [إبراهيم: 44]. وتزَيَّلُوا معناها: تميَّزوا، قال تعالى: {لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ} [الفَتْح: 25] أيْ لَوْ تَمَيِّزَ المُؤمِنُون عَنِ الكَافِرينَ. وقالَ تَعالى: {فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} [يُونس: 28] أي فمَيَّزْنَا وفَرَّقْنَا بينَهُم.وما زيَّلتُ، مَعْناهُ ما بَرِحْتُ. وعلى ذلك {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هُود: 118]، {لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ} [التّوبَة: 110]، {وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ} [الرّعد: 31]، {فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ} [غَافر: 34]، ولا يصحُّ أنْ يُقالَ: ما زَالَ زَيْدٌ إلا مُنْطَلِقاً، كما يُقالُ: ما كانَ زَيْدٌ إلاَّ مُنْطَلِقاً، وذلك أنَّ زَالَ يَقْتَضِي معنَى النَّفْيِ، إذْ هو ضِدُّ الثَّباتِ، وما ولا يَقْتَضِيانِ النَّفْيَ، والنَّفْيانِ إِذا اجْتَمَعَا اقْتَضَيَا الإثْباتَ، فَصارَ قولُهُمْ: ما زَالَ يَجْرِي مَجْرَى كانَ في كَوْنِهِ إثْباتاً.
زيت: زَيْتُونٌ وزَيْتُونَةٌ نحوُ شجَرٍ وَشَجَرةٍ {زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقَيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ} [النُّور: 35] والزَّيْتُ: عُصارَةُ الزَّيْتُونِ {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ} [النُّور: 35]. وقد زَاتَ طعامَهُ، نحوُ سَمِنَهُ. وزَاتَ رَأسَهُ، نحوُ دَهنَهُ به. وازْدَاتَ: ادَّهَنَ.
زيغ: الزَّيْغُ: المَيْلُ عَنِ الاِسْتِقامَةِ. والتَّزَايُغُ:. التمايُلُ. ورَجُل زائِغ، وقومٌ زَاغَةٌ وزَائِغُونَ. وزَاغَتِ الشمسُ وزَاغَ البَصَرُ {وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ} [الأحزَاب: 10]، يَصِحُّ أنْ يَكُونَ إشارَةً إلَى ما يُدَاخِلُهُمْ مِنَ الخوْفِ حتى أظْلَمتْ أبصارُهُم، ويصحُّ أنْ يَكُونَ إشارَةً إلَى ما قال: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} [آل عِمرَان: 13]. وقال: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النّجْم: 17]، {مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} [التّوبَة: 117]، {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصَّف: 5] فلَمَّا فارَقُوا الاسْتِقامَةَ أمالَ الله قلوبَهُمْ عما يُحِبُّونَ إلى ما يَكْرَهُونَ.
زين: الزِّينَةُ الحَقِيقِيَّةُ: ما لا يَشِينُ الإِنْسانَ في شيءٍ مِنْ أحْوالِهِ، لا في الدُّنْيا، ولا في الآخِرَةِ، فأمَّا ما يَزِينُهُ في حالَةٍ دُونَ حالَةٍ، فهو مِنْ وجْهٍ شَيْنٌ. والزِّينَةُ: بالقولِ المُجْمَلِ، ثلاثٌ: زِينَةٌ نَفْسِيَّةٌ كالعِلْم والاعْتِقادَاتِ الحَسَنَةِ، وزِينَةٌ بَدَنِيَّةٌ كالوَجْهِ الصبيح وطُولِ القامَةِ والقُوَّةِ، وزِينَةٌ خارِجِيَّةٌ كالمالِ والجاهِ. فقولُهُ: {حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحُجرَات: 7] مِنَ الزِّينَةِ النَّفْسِيَّةِ. وقولُهُ: {مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ} [الأعرَاف: 32] فقد حُمِلَ على الزِّينَةِ الخارِجِيَّةِ، {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} [القَصَص: 79] هيالزِّينَةُ الدُّنْيَويَّةُ مِنَ المالِ والأثاثِ والجاهِ. يُقالُ: زَانَهُ كذا، وزَيَّنَهُ، إذَا أظْهَرَ حُسْنَهُ إمَّا بالفِعْلِ أو بالقولِ. وقد نَسَبَ اللَّهُ تعالى التَّزْيِينَ في مَوَاضِعَ إلَى نَفْسِهِ، وفي مَوَاضِعَ إلَى الشَّيْطانِ، وفي مَوَاضِعَ جاءَ ذِكْرُ التزيين مِنْ غيرِ أَنْ يُسَمَّى فاعِلُهُ. فَمِمَّا نَسَبَهُ تعالى إلى نَفْسِهِ قولُهُ في الإِيمانِ {وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحُجرَات: 7] وفي الكُفْر قولُهُ: {زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ} [النَّمل: 4]، {زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ} [الأنعَام: 108]، ومِمَّا نَسَبَهُ إلَى الشَّيْطانِ قولُهُ: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} [الأنفَال: 48] وقولُهُ تعالى: {لأَُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ} [الحِجر: 39] ولم يُذْكَرِ المَفْعُولُ لأنَّ المعنَى مَفْهُومٌ. ومِمَّا لم يُسَمَّ فاعِلُهُ قولُهُ عَزّ وجلّ: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} [آل عِمرَان: 14]، {زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ} [التّوبَة: 37] وقال: {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [البَقَرَة: 212] وقولُهُ: {زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ} [الأنعَام: 137] تَقْدِيرُهُ: زَيَّنَهُ شُرَكاؤُهُمْ، وقولُهُ {زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [المُلك: 5] وقولُهُ: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} [الصَّافات: 6]، {وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ} [الحِجر: 16] فإشارَةٌ إلَى الزِّينَةِ التي تُدْرَكُ بالبَصَرِ التي يَعْرفُها الخاصَّةُ والعامَّةُ، وإلَى الزِّينَةِ التي تُدرَكُ بالبصيرة التي يختصّ بمعرفتها اُولو الألبابِ عن طريق ما فيها من إِحْكامٍ وتَسْييرٍ. وتَزْيِينُ اللَّهِ للأشياءِ قد يَكُونُ بإبْداعِها مُزَيَّنَةً، وإيجادِها كذلك. وتَزْيِينُ الناسِ للشيءِ بِتَزْوِيقِهِمْ أو بقولِهِمْ، وهو أنْ يَمْدَحُوهُ ويَذْكُرُوهُ بِما يَرْفعُ منه.

مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢