نبذة عن حياة الكاتب
معجم تفسير مفردات ألفاظ القرآن الكريم

حَرْفُ الضَّادِ
(ض)

ضأن: الضَّأْنُ: الغَنَمُ {مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ} [الأنعَام: 143]. وأضْأَنَ الرَّجُلُ: إذا كَثُرَ ضَأْنُهُ. وقيلَ: الضَّائِنَةُ واحِدُ الضَّأْنِ.
ضبح: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العَاديَات: 1] قيلَ: الضَّبْحُ صَوْتُ أنْفاسِ الفَرَسِ، تَشْبِيهاً بالضُّباحِ وهو صَوْتُ الثَّعْلَبِ. وقيلَ: هو حَفِيفُ العَدْوِ، وقد يُقالُ ذلك لِلْعَدْوِ. وقيلَ: الضَّبْحُ كالضَّبْعِ، وهو مَدُّ الضَّبْعِ في العَدْوِ. وقيلَ: أصْلُهُ إحْراقُ العُودِ، وشَبَّهَ عَدْوَهُ به، كَتَشْبِيهِهِ بالنارِ في كَثْرَةِ حَركَتِها.
ضجع: أصلُ الضُّجوع: الاستلقاء، وكلّ شيءٍ أَمَلْتَهُ فقد أضْجَعْتَهُ، فيقالُ: ضَجَعَ ضُجوعاً، واضْطَجَعَ اضطجاعاً، إذا اسْتَلْقى للنَّومِ. قال تعالى: {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النِّسَاء: 34]، أي في الفراش، وبهذا الهَجْرِ يَظهَرُ حبُّ المرأةِ للزَّوج أو بُغضُها له؛ فإنْ كانت مائلةً إليه لم تَصبِرْ على فراقه في الفراش، وإِنْ كانت بخلافِ ذلك، أي قد أَبْغَضَتْهُ، صَبَرَتْ على هَجْرِهِ.
ضحك: الضَّحِكُ: انْبِساطُ الوَجْهِ، وَظُهُورُ الأسْنانِ مِنْ سُرُورِ النَّفْسِ، ولِظُهُورِ الأسْنانِ عِنْدَهُ سُمِّيَتْ مُقَدَّماتُ الأسْنانِ الضَّواحِكَ، واسْتُعِيرَ الضَّحِكُ لِلسُّخريَةِ، وقيلَ: ضَحِكْتُ منه، ورَجُلٌ ضُحَكَةٌ: يَضْحَكُ مِنَ الناسِ، وضُحْكَةٌ: لِمَنْ يُضْحَكُ منه. قال تعالى: {وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ} [المؤمنون: 110]، {إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ} [الزّخرُف: 47]، {تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ} [النّجْم: 59-60]. ويُسْتَعْمَلُ في السُّرُورِ المُجَرَّدِ نحوُ {مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ} [عبس: 38 ـ 39] {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً} [التّوبَة: 82]، {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا} [النَّمل: 19]. قال الشاعِرُ:
يَضْحَكُ الضَّبْعُ لِقَتْلَى هُذَيْلٍ وتَرَى الذِّئْبَ لَها تَسْتَهِلُّ
واسْتُعْمِلَ لِلتَّعَجُّبِ المُجَرَّدِ، ومِنْ هذا المَعْنَى قَصَدَ مَنْ قال: الضَّحِكُ يَخْتَصُّ بالإِنْسانِ وليسَ يُوجَدُ في غَيْرِهِ مِنَ الحَيَوانِ. وبهذا المَعْنَى قال: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النّجْم: 43]، {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} [هُود: 71] وضَحِكُها كانَ لِلتَّعَجُّبِ بِدَلالَةِ قولِهِ: {أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [هُود: 73] ويَدُلُّ على ذلك أيضاً قولُهُ: {أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ} [هُود: 72] إلى قوله {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} [هُود: 72] لِيُعْلَمَ أنْ حَمْلَها ليسَ بِمُنْكَرٍ.
ضحى: الضُّحَى: انْبِساطُ الشَّمسِ وامْتِدادُ النَّهارِ، وسُمِّيَ الوقْتُ به. قال: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشّمس: 1]، {إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} [النَّازعَات: 46]، {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ} [الضّحى: 1-2] {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} [النَّازعَات: 29]، {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحىً} [طه: 59]. وضَحَى يَضْحَى: تَعَرَّضَ لِلشمسِ {وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تَضْحَى} [طه: 119] أي لَكَ أنْ تَتَصَوَّنَ مِنْ حَرِّ الشمسِ. وتَضَحَّى: أكَلَ ضُحًى، كقولِكَ تَغَدَّى. والضَّحاءُ والغَداءُ لِطَعامِهِما، وضاحِيَةُ كُلِّ شيءٍ: ناحِيَتُهُ البارِزَةُ، وقيلَ لِلسَّماءِ الضَّواحي. ولَيْلَةٌ إضْحِيانَةٌ وضَحْياءُ: مُضِيئَةٌ إضاءَةَ الضُّحَى. والأُضْحِيَةُ جَمْعُها الأضاحِي.
ضد: قال قَوْمٌ: الضِّدَّانِ هما الشَّيْئانِ اللَّذانِ تَحْتَ جِنْسٍ واحِدٍ ويُنافِي كُلُّ واحدٍ منْهُما الآخَرَ في أوْصافِهِ الخاصَّةِ، وبَيْنَهُما أبْعَدُ البُعْدِ، كالسَّوادِ والبياضِ والشَّرِّ والخَيْر، وما لم يَكُونا تَحْتَ جِنْسٍ واحِدٍ لا يُقالُ لَهُما ضِدَّانِ، كالحَلاوَةِ والحَرَكَةِ. قالُوا: والضِّدُّ هو أحَدُ المتَقابِلاتِ، فإِنَّ المُتَقابِلَيْنِ هُما الشَّيْئانِ المُخْتَلِفانِ لِلذَّاتِ، وكُلُّ واحِدٍ قُبالَةَ الآخَر، ولا يَجْتَمِعانِ في شيءٍ واحِدٍ في وقْتٍ واحِدٍ، وذلك أرْبَعَةُ أشْياءَ: الضِّدّانِ كالبَياضِ والسَّوادِ، والمُتَناقِضانِ كالضِّعْفِ والنِّصْفِ، والوُجُودِ والعَدَمِ كالبَصَرِ والعَمَى، والمُوجبَةِ والسَّالِبَةِ في الأخْبارِ نحوُ كُلُّ إنْسانٍ هَهُنا وليسَ كُلُّ إنْسانٍ هَهُنا. وكَثِيرٌ مِنَ المُتَكَلِّمِينَ وأهْلِ اللُّغَةِ يَجْعَلُونَ كُلَّ ذلك مِنَ المُتَضادَّاتِ، ويَقولُ: الضِّدَّانِ ما لا يَصِحُّ اجْتِماعُهُما في مَحَلٍّ واحِدٍ. وقيلَ: اللَّهُ تعالى لا نِدَّ له ولا ضِدَّ، لأنَّ النِّدَّ هو الاشتِراكُ في الجَوْهَر، والضِّدُّ هو أنْ يَعْتَقِبَ الشَّيئانِ المُتَنافِيانِ على جِنْسٍ واحِدٍ. واللَّهُ تعالى مُنَزَّهٌ عَنْ أنْ يَكُونَ جَوْهَراً فإِذاً لا ضِدَّ له ولا نِدَّ. وقولُهُ: {وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} [مَريَم: 82] أي مُنافِينَ لَهُمْ.
ضرب: الضَّرْبُ: إيقاعُ شيءٍ على شيءٍ. ولِتَصَوُّرِ اخْتِلافِ الضَّرْبِ خُولِفَ بَيْنَ تَفاسِيرها، كَضَرْبِ الشيءِ باليَدِ والعَصا والسَّيْفِ ونحوها {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ} [الأنفَال: 12]، {وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفَال: 12]، {فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محَمَّد: 4]، {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا} [البَقَرَة: 73]، {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ} [الأعرَاف: 160]، {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} [الصَّافات: 93]، {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ} [محَمَّد: 27]. وضربُ الأرضِ بالمَطَر، وضَرْبُ الدَّراهِمِ، اعْتِباراً بِضَربِ المِطْرَقَةِ، وقيلَ له: الطَّبْعُ اعْتِباراً بتَأْثِيرِ السِّكَّةِ فيه. وبذلك شُبِّهَ السَّجيَّةُ، وقيلَ لَها الضِّريبَةُ والطَّبِيعةُ. والضَّرْبُ في الأرض: الذَّهابُ فيها، وهو ضَرْبُها بالأرْجُلِ {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ} [النِّسَاء: 101]، {وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ} [آل عِمرَان: 156]، {لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ} [البَقَرَة: 273]، {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ} [طه: 77]. وضَرَبَ الفَحْلُ الناقَةَ، تَشْبِيهاً بالضَّرْبِ بالمِطْرَقَةِ، كقولِكَ: طَرَقَها، تَشْبِيهاً بالطَّرْقِ بالمِطْرَقَةِ. وضَرَبَ الخَيمَةَ: بِضَرْبِ أوْتادِها بالمِطْرقَةِ، وتَشْبيهاً بالخَيْمةِ. {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} [البَقَرَة: 61] أي التَحَفَتْهُمُ الذّلَّةُ التِحافَ الخَيْمَةِ بمَنْ ضُربَتْ عليه. وعلى هذا {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} [آل عِمرَان: 112] ومنه اسْتُعِيرَ {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} [الكهف: 11] أي فأمتناهم. وقال: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ} [الحَديد: 13]. وضَرْبُ العُودِ والنايِ والبُوقِ يَكُونُ بالأنْفاسِ، وضَرْبُ اللَّبِنِ بَعْضِهِ على بَعْضٍ بالخَلْطِ، وضَرْبُ المثَلِ هو مِنْ ضَرْبِ الدَّراهِمِ، وهو ذِكْرُ شيء أثَرُهُ يَظْهَرُ في غَيْرِهِ: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً} [الزُّمَر: 29]، {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً} [الكهف: 32]، {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [الرُّوم: 28]، {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [الرُّوم: 58]، {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً} [الزّخرُف: 57]، {مَا ضَرَبُوهُلَكَ إِلاَّ جَدَلاً} [الزّخرُف: 58]، {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 45]، {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} [الزّخرُف: 5]. والمُضارَبَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّركَةِ. والمُضَرَّبَةُ: ما أُكْثِرَ ضَرْبُهُ بالخِياطَةِ. والتَّضْريبُ: التَّحْرِيضُ، كأنه حَثٌّ على الضَّربِ الذي هو بُعْدٌ في الأرضِ. والاضطِرابُ: كَثْرَةُ الذَّهابِ في الجِهاتِ، مِنَ الضَّرْبِ في الأرضِ. واسْتِضْرابُ الناقَةِ: اسْتِدْعاءُ ضَرْبِ الفَحْلِ إيَّاها.
ضـر: الضُّرُّ سُوءُ الحَالِ، إمّا في نَفْسِهِ لِقِلَّةِ العِلْمِ والفَضْلِ والعِفَّةِ، وإمّا في بَدَنِهِ لِعَدمِ جَارِحَةٍ ونَقْصٍ، وإمّا في حالَةٍ ظاهِرَةٍ مِن قِلَّةِ مالٍ وجاهٍ. وقولُهُ {فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ} [الأنبيَاء: 84] فهو مُحْتَمِلٌ لِثَلاثَتِها. قال: {وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ} [يُونس: 12] و {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ} [يُونس: 12] يُقالُ ضَرّهُ ضُرّاً: جَلَبَ إليه ضُرّاً. وقولُهُ: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذىً} [آل عِمرَان: 111] يُنَبّهُهُمْ على قِلَّةِ ما ينَالُهُمْ منْ جِهَتِهِمْ، ويُؤمِّنُهُم مِنْ ضَرَرٍ يَلْحَقُهُمْ، نحوُ: {لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عِمرَان: 120]، {وَلَيْسَ بِضَآرِّهِمْ شَيْئًا} [المجَادلة: 10]، {وَمَا هُمْ بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍإِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ} [البَقَرَة: 102]، وقال تعالى: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ} [البَقَرَة: 102]. وقال: {يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُ وَمَا لاَ يَنْفَعُهُ} [الحَجّ: 12] و {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} [الحَجّ: 13] فالأوّلُ يُعْنَـى بـه الضُّـرُّ والنَّفْـعُ اللَّذانِ بالقَصْدِ والإرادَةِ؛ تنبيهاً أنه لا يَقْصِدُ في ذلك ضرّاً ولا نَفْعاً لِكَوْنِهِ جَماداً. وفي الثاني يُريدُ ما يَتَولَّدُ مِنَ الاسْتِعانَةِ بِهِ ومِنْ عبادَتِهِ لا ما يَكُونُ منه بِقَصْدِهِ. والضَّرَّاءُ يُقابَلُ بالسَّرَّاء والنَّعْماءِ. والضُّرُّ بالنَّفْعِ نحو: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ} [هُود: 10]، {وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَِنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا} [الفرقان: 3] قُلْ لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [الأعرَاف: 188]، فالمعنى: إلا ما شاء الله أن يمكنني النفع، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير. فالمحذوف هنا: (لا أعلم الغيب). مثل: وقت الرخص أشتري لوقت الغلاء. ومثل: أن أبتعد عن أي ضرر سيحِلُّ بي. ورَجُلٌ ضَريرٌ: كِنايَةٌ عَنْ فَقْدِ بَصَرهِ. وضَريرُ الوادي: شاطِئُهُ الذي ضَرَّهُ الماءُ. والضَّررُ: المضَارُّ. ويقال ضارَرْتُهُ: {وَلاَ تُضَآرُّوهُنَّ} [الطّلاَق: 6]، {وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ} [البَقَرَة: 282] يَجُوزُ أنْ يَكُونَ مُسْنَداً إلَى الفاعِلِ، كأنه قال: لا يُضارِرْ، وأن يَكُونَ مَفْعُولاً أي لا يُضـارَرْ بأنْ يُشْغَلَ عَنْ صَنْعَتِهِ ومعَاشِهِ باسْتِدْعاءِ شَهادَتِهِ {لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا} [البَقَرَة: 233] فإذا قُرِىءَ بالرَّفْعِ فَلَفْظُهُ خَبَرٌ، ومَعْناهُ أمْرٌ، وإذا فُتحَ فَأمْرٌ. ويقال ضرار: {ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا} [البَقَرَة: 231]. والضَّرَّةُ: أصْلُها الفِعْلَةُ التي تَضُرُّ، وَسُمِّيَ المَرأتانِ إذا تَزوجهما رَجُلٌ واحِدٌ، كُلُّ واحِدَةٍ منْهُما ضَرَّة لاِعْتِقادِهِمْ أنَّها تَضُرُّ بالمَرأةِ الأخْرَى، ولأَجْلِ هذا النَّظَر منهمْ قال النبيُّ (ص) : «لا تَسْأل المرأةُ طَلاقَ أخْتِها لِتُكْفى ما في صَحْفَتِها»(1). والضَّرَّاءُ: التَّزْوِيجُ بضَرَّةٍ. ورَجُلٌ مُضِرٌّ: ذُو زوْجَيْنِ فَصاعداً. وامْرَأةٌ مُضِرٌّ. والإضْرارُ: حَمْلُ الإنْسانِ على ما يَضُرُّ، وهو في التَّعارُف حَمْلُهُ على أمْر يَكْرَهُهُ، وذلك على ضَرْبَيْنِ: أحَدُهُما اضْطِرارٌ بِسَببٍ خارِجٍ، كَمَنْ يُضْرَبُ أو يُهَدَّدُ حتى يَفْعَلَ مُنْقاداً، ويُؤْخَذُ قَهْراً، فَيُحْمَلُ على ذلك، كما قال: {ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ} [البَقَرَة: 126]، {ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ} [لقمَان: 24]. والثانِي بِسَبَبٍ داخِلٍ، وذلك إمّا بِقَهْر قُوَةٍ له لا يَنالُهُ بِدَفْعها الهَلاكُ كَمَنِ اشْتَدَّ به الجُوعُ فاضْطَرَّ إلَى أكْلِ مَيْتَةٍ. وعلى هذا قولُهُ: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ} [البَقَرَة: 173] و {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ} [المَائدة: 3]. وقال: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النَّمل: 62] فهو عامٌّ في كُلّ ذلك. والضَّرُورِيُّ يُقالُ على ثَلاثَة أنواع: الأول ما يَكونُ على طَرِيقِ القَهْرِ والقَسْرِ لا على الاخْتِيارِ، كالشَّجَرِ إذا حَرَّكَتْهُ الريحُ الشَّدِيدةُ. والثاني ما لا يَحْصُلُ وجُودُهُ إلاَّ به، نحوُ الغِذاءِ الضَّرُورِيِّ للإنْسانِ في حِفْظِ البَدَنِ. والثالِثُ يُقالُ فيما لا يُمكِنُ أنْ يَكُونَ على خِلافِهِ، نحوُ أنْ يُقالَ: الجسْمُ الواحدُ لا يَصِحُّ حُصُولُهُ في مَكَانَيْنِ في حالَةٍ واحِدةٍ بالضَّرُورة. وقيلَ: الضَّرَّةُ: أصْلُ الأنْمُلَةِ، وأصْلُ الضَّرْعِ، والشَّحْمَةُ المُتَدَلِّيَةُ مِنَ الألْيَةِ.
ضرع: الضَّرْعُ: ضَرْعُ الناقَةِ والشاةِ وغَيْرهِما. وأضْرَعَتِ الشاةُ: نَزَل اللَّبَنُ في ضَرْعِها لقُرْبِ نِتاجِها، وذلك نحوُ أَتْمرَ وأَلْبَنَ، إذَا كَثُرَ تَمْرُهُ ولَبَنُهُ. وَشَاةٌ ضَريعٌ: عَظيمَةُ الضَّرعِ. وأما قولُه: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ} [الغَاشِيَة: 6] فقيل: هُوَ يَبِيسُ الشِّبْرِقِ (نوع من الشوك)، وقيلَ نَباتٌ أحْمَرُ مُنْتِنُ الرِيحِ يَرْمي به البَحْرُ. قال رسول الله (ص) : «الضَّريعُ شيءٌ يكونُ في النار يُشبهُ الشَّوك، أَمَرُّ من الصّبْرِ وأنَتَنُ من الجيفة وأشدُّ حرّاً من النار»(2). وضَرَعَ البَهْمَةُ: تَناوَلَ ضَرْعَ أُمِّهِ، وقيلَ منه ضَرَعَ الرَّجُلُ ضرَاعَةً: ضَعُفَ وذَلَّ، فهو ضارعٌ وضرَعٌ. وتضَرَّعَ: أظْهَرَ الضرَّاعَةَ. قال: {تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأنعَام: 63]، {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [الأنعَام: 42]، {لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ} [الأعرَاف: 94] أي يتَضرَّعون فَأُدْغِمَ، وقال: {إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} [الأنعَام: 43]. والمُضارَعَةُ: أصْلُها التَّشارُك في الضَّراعَةِ، ثم جُرِّدَ للْمُشارَكَةِ، ومنه اسْتَعارَ النَّحويُّونَ لَفْظَ الفِعْلِ المُضارعِ لأنه مشاركٌ للاسم.
ضعف: الضَّعْفُ: خِلافُ القُوَّةِ، وقد ضَعُفَ فهو ضَعِيفٌ {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحَجّ: 73]. والضَّعْفُ: قد يَكُون في النَّفْسِ، وفي البَدَنِ، وفي الحالِ. وقيلَ: الضَّعْفُ والضُّعْفُ لُغَتانِ. قال: {وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} [الأنفَال: 66]، {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا} [القَصَص: 5] قال الخَلِيلُ رَحِمَهُ الله: الضُّعْفُ (بالضمِّ) في البَدَنِ، والضَّعْفُ (بالفتح) في العَقْلِ والرَّأي، ومنه قولُهُ تعالى: {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا} [البَقَرَة: 282]. وجَمْعُ الضَّعِيفِ ضِعافٌ وضُعَفاءُ {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ} [التّوبَة: 91]. واسْتَضْعَفْتُهُ: وجَدْتُهُ ضَعِيفاً، قال: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [النِّسَاء: 75]، {قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ} [النِّسَاء: 97]، {إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي} [الأعرَاف: 150]. وقُوبِلَ بالاسْتِكْبارِ في قولِهِ: {وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} [سَبَإ: 33]، وقال: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا} [الرُّوم: 54]. والثاني غَيْرُ الأوّلِ، وكذا الثالثُ، فإنَّ قولَه: خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ أي مِنْ نُطْفَةٍ أو مِنْ تُرابٍ، والثاني هو الضَّعْفُ المَوْجُودُ في الجَنِينِ والطفْلِ، والثالثُ الذي بَعْد الشَّيْخُوخَةِ، وهو المُشارُ إليهِ بأرْذلِ العُمُر. والقُوَّتانِ: الأولَى هي التي تُجعَلُ لِلطّفْلِ مِنَ التَّحَرُّكِ وهِدَايَتِهِ واستِدْعاءِ اللَّبَنِ ودَفْعِ الأَذَى عَنْ نَفْسِهِ بالبُكاءِ، والثانيةُ هي التي بَعْدَ البُلُوغِ. ويَدُلُّ على أنَّ كُلَّ واحِدٍ من قولِهِ ضَعْفٍ إشارَةٌ إلى حالَةٍ غَيْرِ الحالةِ الأولَى. وقولُهُ: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النِّسَاء: 28] فَضَعْفُهُ: كَثْرَةُ حاجاتِهِ. وقولُهُ: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النِّسَاء: 76] فَضَعْفُ كَيْدِهِ إنَّما هو معَ مَنْ صارَ مِنْ عِبادِ الله المَذْكُورِينَ في قولِهِ: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [الحِجر: 42]. والضّعْفُ هو مِنَ الألفاظِ المُتَضايِفَةِ التي يَقْتَضِي وُجُودُ أحَدِهِما وجُودُ الآخَرِ، كالنِّصْفِ والزَّوْجِ، وهو تَرَكُّبُ قَدْرَيْنِ مُتَساوِيَينِ، ويَخْتَصُّ بالعَدَدِ، فإذا قيلَ أضْعَفْتُ الشيءَ وضَعَّفْتُهُ وضاعَفْتُهُ: ضَمَمْتُ إليه مِثْلَهُ فصاعداً. قال بَعْضُهُمْ: ضاعَفْتُ أبْلَغُ مِنْ ضَعَّفْتُ، ولهذا قَرَأ أكْثَرُهُمْ {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} [الأحزَاب: 30]، {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النِّسَاء: 40] وقد فسِّرَتْ مُضاعَفَتُها بقوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعَام: 160]. والمُضاعَفَةُ على قَضِيَّةِ هذا القولِ تَقْتَضِي أنْ يَكُونَ عَشْرَ أمْثالِها. وقيلَ: ضَعَفْتُهُ (بالتَّخْفِيفِ) ضَعْفاً فهو مَضْعُوفٌ. فالضَّعْفُ مَصْدرٌ. والضِّعْفُ اسْمٌ كالشَّيء والشّيء، فَضِعْفُ الشيء هو الذي يُثَنِّيهِ، ومَتَى أُضِيفَ إلى عَدَدٍ اقتَضى ذلك العَدَدَ ومِثْلَهُ، نحوُ أنْ يُقالَ: ضِعْفُ العَشَرةِ وضِعْفُ المائة، فذلك عِشْرُونَ ومائَتانِ بِلا خِلافٍ. وعلى هذا قولُ الشاعِرِ:
جَزَيْتُكُ ضِعْفَ الودِّ لَمَّا اشْتَكَيْتَهُ وما إنْ جَزاكَ الضِّعْفَ مِنْ أحدٍ قَبْلي
وإذا قيلَ: أعْطِهِ ضِعْفَيْ وَاحِدٍ، فإنَّ ذلك اقْتَضَى الواحِدَ ومِثْلَيْهِ، وذلك ثَلاثَةٌ لأنَّ مَعْنَاهُ الواحِدُ واللَّذانِ يُزاوِجانِهِ وذلك ثَلاثَةٌ. هذا إذا كانَ الضِّعْفُ مُضافاً، فأمَّا إذا لم يَكُنْ مُضافاً فَقُلْتَ الضِّعْفَيْنِ فإنَّ ذلك يَجْري مَجْرَى الزَّوْجَيْنِ في أنَّ كُلَّ واحِدٍ منهما يزاوِجُ الآخَرَ فَيَقْتَضِي ذلك اثْنَيْنِ، لأنَّ كُلَّ واحِدٍ منهما يُضاعِفُ الآخَرَ فَلا يخْرُجانِ عَن الاثنين، بِخَلافِ ما إذا أضِيفَ الضِّعْفانِ إلَى واحِدٍ فَيُثَلِّثُهُما نحوُ: ضِعْفَي الواحِدِ. وقولُهُ: {فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ} [سَبَإ: 37] وقولُهُ: {لاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} [آل عِمرَان: 130] فقد قيلَ: أتَى باللَّفْظَيْنِ على التأكيدِ، وقيلَ: بَلِ المُضاعَفَةُ مِنَ الضَّعْفِ لا مِنَ الضِّعْفِ.والمَعْنَى: ما يَعُدُّونَهُ ضِعْفاً فهو ضَعْفٌ، أي نَقْصٌ، كقولِهِ: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلاَ يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} [الرُّوم: 39] وكقولِهِ {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البَقَرَة: 276] وهذا المَعْنَى أخَذَهُ الشاعِرُ فَقالَ:
زِيَادَةُ شَيْبٍ وهي نَقْصُ زِيادَتِي
وقولُهُ: {فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ} [الأعرَاف: 38] فإِنَّهُمْ سَألُوهُ أنْ يُعَذِّبَهُمْ عَذاباً بِضَلالِهِمْ، كما أشارَ إليه بقولِهِ: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ} [النّحل: 25]، وقوله: {لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعرَاف: 38] أي لكُلٍّ منهمْ ضِعْفُ ما لَكُمْ مِنَ العَذابِ. وقيلَ: أي لِكُلٍّ منهمْ ومنْكُمْ ضِعْفُ ما يَرَى الآخَرُ، فإنَّ مِن العَذابِ ظاهِراً وباطِناً، وكُلٌّ يُدْرِكُ مِنَ الآخَر الظاهِرَ دُونَ الباطِنِ، فَيُقَدِّرُ أنْ ليسَ له العَذابُ الباطِنُ.
ضغث: الضِّغْثُ: قَبْضَةُ رَيْحانٍ أو حَشِيشٍ أو قُضْبانٍ، وجَمْعُهُ: أضْغاثٌ. قال: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} [ص: 44] وبه شُبِّهَ الأحْلامُ المُخْتَلِطَةُ التي لا يَتَبَيَّنُ حَقائِقُها. {قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ} [يُوسُف: 44] أي أخْلاطٌ مِنَ الأحْلامِ.
ضغن: الضِّغْنُ، والضَّغَنُ: الحِقْدُ الشَّدِيدُ، وجَمْعُهُ: أضْغَانٌ {أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} [محَمَّد: 29]. وبه شُبِّهت الناقَةُ، فَقالُوا: ذاتُ ضِغْنٍ. وقَناةٌ ضَغِنَةٌ: عَوْجاءُ. والإِضِّغانُ: الاشْتِمالُ بالثَّوْبِ وبالسِّلاحِ ونحوهِما.
ضل: الضَّلالُ: العُدُولُ عَنِ الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ، ويُضادُّهُ الهِدايَةُ {فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} [يُونس: 108]. ويُقالُ: الضَّلالُ، لِكُلِّ عُدُولٍ عَنِ المَنْهَجِ عَمْداً كانَ أو سَهْواً، يَسِيراً كانَ أو كَثِيراً، ونُسِبَ الضَّلالُ إلَى الأنْبِياءِ وإلَى الكُفَّارِ، وإنْ كانَ بَيْنَ الضَّلالَيْنِ بَوْنٌ بَعِيدٌ. ألاَ تَرَى أنه قال في النبيِّ (ص) : {وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَى} [الضّحى: 7] أي غَيْرَ مُهتَدٍ إلى الشَّرْعِ والنَّهْجِ الحقِّ الذي تَرومُهُ نفسُكَ المؤمنةُ بِتَوْقِها إلى الإِيمانِ بربِّها الواحدِ الأحَدِ، وقالَ أولادُ يَعقوبَ لأَبيهم: {إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ} [يُوسُف: 95] وقالوا: {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} [يُوسُف: 8] إشارَةً إلَى شَغَفِهِ بِيُوسُفَ وشَوْقِهِ إليه، وكذلك {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} [يُوسُف: 30]، وقال عَنْ مُوسَى (ع) : {وَأَنَا مِنَ الضَّآلِّينَ} [الشُّعَرَاء: 20] تَنْبِيهاً أنَّ ذلك منه سَهْوٌ. وقولُهُ: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} [البَقَرَة: 282] أي تَنْسَى، وذلك مِنَ النِّسْيانِ المَوْضُوعِ عَنِ الإِنْسانِ. والضَّلالُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ نوعان: ضَلالٌ في العُلومِ النَّظَرِيَّةِ كالضَّلالِ في مَعْرِفَةِ اللَّهِ ووَحْدانِيَّتِهِ ومَعْرِفَة النُّبُوَّة ونحوهِما المُشارِ إليهما بقولِهِ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} [النِّسَاء: 136]، وضَلالٌ في العُلُومِ العَمَلِيَّةِ كَمَعْرِفَة الأحْكامِ الشَّرْعِيَّةِ التي هي العِباداتُ. والضَّلالُ البَعِيدُ، إشارَةٌ إلَى ماهو كُفْرٌ، كقولِهِ على ما تَقَدَّمَ مِنْ قولِهِ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ} [النِّسَاء: 136] وقولِهِ: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلاَلاً بَعِيدًا} [النِّسَاء: 167] وكقولِهِ: {فِي الْعَذَابِ وَالضَّلاَلِ الْبَعِيدِ} [سَبَإ: 8] أي في عُقُوبَةِ الضَّلالِ البَعِيدِ. وعلى ذلك قولُهُ: {قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ} [المَائدة: 77]، {وَأَضَلُّوا كَثِيرًا} [المَائدة: 77]، {وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المَائدة: 77]. وقولُهُ: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ} [السَّجدَة: 10] كِنايَةٌ عَنِ المَوْتِ واسْتِحالَةِ البَدَنِ. وقولُهُ: {وَلاَ الضَّالِّينَ} [الفَاتِحَة: 7] فقد قيلَ عَنى بالضَّالِّينَ النَّصارَى، وقولُهُ: {فِي كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنْسَى} [طه: 52] أي لا يَضِلُّ عَنْ رَبِّي أو لا يَضِلُّ رَبِّي عنه، أي لا يُغْفِلُهُ. وقولُهُ: {يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ} [الفِيل: 2] أي في باطِلٍ وإضْلالٍ لأنْفُسِهِمْ. والإِضْلاَلُ نوعان، أحَدُهُما: أنْ يَكُونَ سَببُهُ الضَّلالَ، وذلك على وجْهَيْنِ، إمّا بأنْ يَضِلَّ عَنْكَ الشيءُ، كقولكَ: أضْلَلْتُ البَعِيرَ، أي ضَلَّ عَنِّي، وإمّا أنْ تَحْكُمَ بِضَلالِهِ. والضَّلالُ في هَذَيْنِ سَبَبُ الإضْلالِ. والنوع الثاني: أنْ يَكُونَ الإِضْلالُ سَبَباً للضَّلالِ وهو أنْ يُزَيَّنَ لِلإنْسانِ الباطِلُ لِيَضِلَّ، كقولِهِ: {لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ} [النِّسَاء: 113] أي يَتَحَرَّوْنَ أفْعالاً يَقْصِدُونَ بها أنْ تَضِلَّ، فَلا يَحْصُلُ مِنْ فِعْلِهِمْ ذلك إلاَّ ما فيه ضَلالُ أنْفُسِهِمْ. وقال عَنِ الشَّيْطانِ: {وَلأَُضِلَّنَّهُمْ وَلأَُمَنِّيَنَّهُمْ} [النِّسَاء:119]، وقال في الشَّيْطانِ: {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيرًا} [يس: 62]، {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا} [النِّسَاء: 60]، {وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ص: 26]. وإضْلالُ اللَّهِ تعالى للإِنْسانِ على أحَدِ وجْهَيْنِ. أحَدُهُما: أنْ يَكُونَ سَبَبَهُ الضَّلالُ، وهو أنْ يَضِلَّ الإِنْسانُ، فَيَحْكُمَ اللَّهُ عليه بذلك في الدُّنْيا، ويَعْدِلَ به عَنْ طَرِيقِ الجَنَّةِ إلَى النارِ في الآخِرَةِ، وذلك الإضْلاَلُ هو حَقٌّ وعَدْلٌ، فالحُكْمُ على الضَّالِّ بِضَلالِهِ، والعُدُولُ به عَنْ طَريقِ الجَنَّةِ إلَى النارِ عَدْلٌ وحَقٌّ. والثانِي مِنْ إضْلالِ اللَّهِ، هو أنَّ اللَّهَ تعالى وضَعَ جِبِلَّةَ الإِنْسانِ على هَيْئَةٍ إذا راعَى طَرِيقاً، محموداً كانَ أو مَذْمُوماً، ألِفَهُ واسْتَطابَهُ ولَزِمَهُ،وتَعَذَّرَ صَرْفُهُ وانْصِرافُهُ عنه، ويَصِيرُ ذلك كالطَّبْعِ، ولذلك قيلَ: العادَةُ طَبْعٌ ثانٍ. وهذه القُوَّةُ في الإِنْسانِ فِعْلٌ إلهِيٌّ، وإذا كانَ كذلك وقد ذُكِرَ في غَيْر هذا المَوْضِعِ أنَّ كُلِّ شيءٍ يَكُونُ سَبَباً في وقُوعِ فِعْلٍ صَحَّ نِسْبَةُ ذلك الفِعْلِ إليه. فَيُقالُ: أضَلَّهُ اللَّهُ لا على الوَجْهِ الذي يَتَصَوَّرُهُ الجَهَلَةُ، ولِما قُلْناهُ، جَعَلَ الإِضْلالَ المَنْسُوبَ إلَى نَفْسِهِ لِلْكافِر والفاسِقِ دُونَ المُؤْمِنِ، بَلْ نَفَى عَنْ نَفْسِهِ إضْلالَ المُؤْمِنِ {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ} [التّوبَة: 115]، {فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محَمَّد: 4]. وقال في الكافِر والفاسِقِ: {فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محَمَّد: 8]، {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ} [البَقَرَة: 26]، {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ} [غَافر: 74]، {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم: 27] {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محَمَّد: 1]. إنَّ الله سبحانه وتعالى شبَّه أعمالهم بالضّالةِ من الإبلِ التي هي مُضَيَّعةٍ لا صاحبَ لها يحْفَظُها ويعتني بها. والمعنى أنَّ الكفارَ ضلّت أعمالهمْ الصالحةُ في جملةِ أعمالهم السيّئةِ من الكفرِ والمعاصي حتى صار صالحُهم مُسْتَهلكاً في غِمارِ سيِّئهم، وأما المؤمنون فستر الله أعمالَهم السيّئة في كثيرِ أعمالهم الصالحة بالإيمانِ والطاعةِ حتى صار سيِّئُهم ممحقاً في كثيرِ أعمالهم الصالحة(3). فالمؤمنون يحفظ الله أعمالهم، والكافرون تضلُّ أعْمالهم ولا حافظ لها، لقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ} [محَمَّد: 11].
ضمر: الضَّامِرُ مِنَ الفَرَسِ: الخَفِيفُ اللَّحْمِ مِنَ الأعْمالِ لا مِنَ الهُزالِ.قال تعالى: {وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} [الحَجّ: 27]. يُقالُ: ضَمَرَ ضُمُوراً.
ضمم: الضَّمُّ: الجَمْعُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ فَصاعِداً {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ} [طه: 22]، {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ} [القَصَص: 32]: وَالإِضْمامَةُ: جَماعَةٌ مِنَ الناسِ، أو مِنَ الكُتُبِ، أو الرَّيْحانِ، أو نحو ذَلك.
ضنك: {مَعِيشَةً ضَنكًا} [طه: 124] أي ضيِّقاً. وقد ضَنُكَ عَيْشُهُ. وامْرَأةٌ ضِناكٌ: مُكْتَنِزَةٌ. والضُّناكُ: الزُّكامُ. والمَضْنُوكُ: المَزْكُومُ.
ضن: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [التّكوير: 24] أي ما هو بِبَخيلٍ. والضَّنَّةُ: هو البُخْلُ بالشيءِ النَّفِيسِ. وتقدير المعنى: ليسَ جبرائيلُ (ع) بِبَخِيلٍ ولا بمُتَّهَمٍ على وَحْي الله تعالى وما يُخْبِرُ به محمداً (ص) ، فإنَّ أحوالَهُ ناطِقَةٌ بالصِّدْقِ والأَمانَةِ.
ضهأ: ضَاهَتْ: شَابَهَتْ، ويُضاهي: يُشابِهُ، قالَ تعالى: {وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [التّوبَة: 30] أي يُشابهونَ بقولهم قولَ الذين كفروا في عبادتهم.
ضـوأ: الضَّـوْءُ: مـا انْتَشَرَ مِنَ الأجْسامِ النَّيِّرَةِ. يُقالُ: ضاءَتِ النار، وأضاءَتْ. وأضاءَها غَيْرُها: {فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ} [البَقَرَة: 17]، {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ} [البَقَرَة: 20]، {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ} [النُّور: 35]، {يَأْتِيَكُمْ بِضِيَاءٍ} [القَصَص: 71]. وسُمِّيت الكتُبُ المنزلَـةُ ضِياءً للاهتداءِ بها {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا} [الأنبيَاء: 48].
ضير: الضَّيْرُ: المَضَرَّة. يُقالُ: ضارَّهُ وضَرَّهُ. قال تعالى: {لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عِمرَان: 120]، {لاَ ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ} [الشُّعَرَاء: 50] أي لا ضررَ علينا في ما نفعله وإنا إلى ثوابِ ربنا راجعون.
ضيز: {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النّجْم: 22] أي ناقِصَةٌ، ظالِمَةٌ جَائِرَةٌ، أصْلُهُ فُعْلَى، فَكُسِرَتِ الضَّادُ للياءِ، وقيلَ: ليسَ في كلامِهِمْ فُعْلَى.
ضيع: ضاعَ الشَّيءُ يَضِيعُ ضَيَاعاً، أي هَلَكَ وفُقِد، وأضَعْتُهُ، وضَيَّعْتُهُ. قال تعالى: {لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ} [آل عِمرَان: 195]، {إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} [الكهف: 30]، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البَقَرَة: 143]، {لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التّوبَة: 120]. وضَيْعَةُ الرَّجُلِ: عَقارُهُ الذي يَضِيعُ ما لم يُفْتَقَدْ، وجَمْعُهُ ضِياعٌ. وتَضَيَّعَ الرِّيحُ، إذا هَبَّتْ هُبُوباً يُضَيِّعُ ما هَبَّتْ عليه.
ضيف: أصْلُ الضَّيْفِ: المَيْلُ. يُقالُ: ضِفْتُ إلَى كذا، وأضَفْتُ كذا إلَى كذا، وضافَتِ الشمسُ لِلْغُرُوبِ، وتَضَيَّفَتْ، وضافَ السَّهْمُ عَنِ الهَدَفِ، وتَضَيَّفَ. والضَّيْفُ: مَنْ مالَ إليكَ نازِلاً بِكَ. وصارَتْ الضِّيافَةُ مُتَعارَفَةً في القِرَى. وأصْلُ الضيْفِ مَصْدَرٌ، ولذلك اسْتَوَى فيه الواحِدُ والجمعُ في عامَّةِ كلامِهِمْ. وقد يُجْمَعَ فَيُقالُ: أضْيافٌ وضُيُوفٌ وضِيفانٌ. قال: {ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} [الحِجر: 51]، {وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي} [هُود: 78]، {إِنَّ هَؤُلاَءِ ضَيْفِي} [الحِجر: 68]. ويُقالُ: اسْتَضَفْتُ فُلاناً فأضافَنِي. وقد ضِفْتُهُ ضَيْفاً، فأنا ضائِفٌ وضَيْفٌ. وتُسْتَعْمَلُ الإِضَافَةُ في كلامِ النَّحْويِّينَ في اسْمٍ مَجْرُورٍ يُضَمُّ إليه اسْمٌ قَبْلَهُ، وفي كلامِ بَعْضِهِمْ في كُلِّ شيءٍ يَثْبُتُ بِثُبُوتِهِ آخَرُ كالأبِ والابنِوالأخِ والصَّدِيقِ، فإنَّ كُلَّ ذلك يَقْتَضِي وجُودُهُ وجُودَ آخَر، فَيُقالُ لهذه: الأسْماءُ المُتَضايفَةُ.
ضيق: الضِّيقُ: ضِدُّ السَّعَةِ. ويُقالُ: الضَّيْقُ أيضاً، والضِّيقَةُ، يُسْتَعْمَلُ في الفَقْر والبُخْلِ والغَمِّ، ونحو ذلك. {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} [هُود: 77] أي عَجِز عَنهمْ، وقال: {وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ} [هُود: 12]، {وَيَضِيقُ صَدْرِي} [الشُّعَرَاء: 13]، {ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعَام: 125]، {ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} [التّوبَة: 118]، {وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ} [التّوبَة: 118]، {وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} [النّحل: 127] كلُّ ذلك عِبارَةٌ عَنِ الحُزْنِ. وقولُهُ: {وَلاَ تُضَآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ} [الطّلاَق: 6] يَنْطَوي على تَضْيِيقِ النَّفَقَةِ وتَضْيِيقِ الصَّدْرِ. ويُقالُ في الفَقْر: ضاقَ وأضاقَ، فهو مُضِيقٌ. واسْتِعْمالُ ذلك فيه كاسْتِعْمالِ الوُسْعِ في ضِدِّهِ.

مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢