نبذة عن حياة الكاتب
الإسلام وإيْديُولوُجيَّة الإنْسان
الطبعة : الطبعة الرابعة
المؤلف : سميح عاطف الزين
فئة الكتاب : فكر معاصر
عدد الصفحات : ٣٦٢
تاريخ النشر : ١٩٨٩
الفهرس (اضغط على الرابط للقراءة)

المقَـدّمـة
المَبْدأ
التَخطيط وَالتنمية الاقتصَاديّة وتوجيههما المتعَمد
مشَاريع الإنتَاج أي التنميَة الإقتصاديَّة
العَدالة الإجتماعيّة
المجْتمع
المجْتمع الإسْلامي في المدينة
النظام الإجتماعي في الإسْلام
الإنسَان هُو المَرأة والرجل
الأخلاق
علوم النفسِ والاجتماع والتربيَة
سياسة التعْليم
الأشيَاء وَالأفعَال
الشركاتُ الرأسماليّة
التَأمين
الجمْعيّات التعاونية
المصَارف «البنوك»
الرِّبَا
الرِّبَا والصّرفْ
النقود
نظَامُ الذهَب
الشركاتُ في الإسْلام
الحوالة
الرهنْ
الرشوة والهَديّة
البَيْع
التسعير
الاحتكار
التجارة الخارجيّة
السيَاسَة الصناعيّة
أخْطار القروض الأجْنبيَّة
الحركة العمّاليّة وسَبب قيامها في العَالم
البورْصَة
التّضَخُم المَاليْ
الحاكمْ
نظام الحكم في الإسلام
الإسْلامُ يسَاوي بين جَميع المَواطنين
الدسْتور وَالقَانون
العمَل برأي الأكثرية ومَتى يجوز
الإقتصَاد في الإسلام
الصناعة
التجارة
الجهْد الإنسَاني
النظام الإسْلاميّ وحده الذي يضمن الحاجات الأساسيّة
الخاتمَة

المجْتمع
خُلِقَ الإنسان وفيه غريزة حُبّ البقاءِ، التي كان من مظاهرها التكتلُ، لذلك كان اجتماعُ الناس طبيعيًا. إلا أن اجتماعَ الناس لا يجعل منهم مجتمعًا، وإنما يجعل منهم جماعة. أما إذا نشأت بينَهم علاقاتٌ لجلب المصالح ودفعِ المفاسدِ، فإن هذه العلاقاتِ تجعلُ من هذه الجماعة مجتمعًا. ثم إن هذه العلاقات وحدها لا تجعل منهم مجتمعًا واحدًا، إلا إذا توحدت نظرتهم إلى هذه العلاقات بتوحيد أفكارِهم، وبتوحيد رضاهُمْ وسخطِهِمْ، كما أنه يجب أن تتوحد معالجتُهم لهذه العلاقاتِ بتوحيدِ النظامِ الذي يعالجها، ولذلك كان لا بدّ من النظر إلى الأفكار والمشاعرِ والأنظمةِ عند دراستِنا للمجتمع، لأنها هي التي تجعلُهُ مجتمعًا معينًا، له لونٌ معين.
غيرَ أنَّ الشيوعيين يرونَ أن المجتمعَ مُؤَلّفٌ من الوسطِ الجغرافي ومن نموِّ السُّكانِ وتكاثفهم ومن أسلوبِ الإنتاجِ. هذه العناصرُ الثلاثةُ هي التي تكوّنُ المجتمعَ في نظرهم، ولكنهم يعودون فَيَنْفُون تأثير اثنين منها؛ هما الوسط الجغرافي ونمو السكانِ، ويقولون إن القوةَ الأساسية التي تُحدّدُ هيئة المجتمع وطابع النظامِ الاجتماعي، وتقررُ تَطَوّر المجتمع من نظامٍ إلى آخر، إنما هي أسلوبُ الإنتاجِ فقط.
وأسلوبُ الإنتاجِ هذا بنظرهم مكونٌ من الناسِ، وأدوات الإنتاجِ، ومعرفة استخدامها. هذه الثلاثة جانبٌ، والجانبُ الآخرُ هو علاقاتُ الإنتاج. ويعتبرونَ الإنتاجَ دائمًا في حالةِ تغيرٍ ونموٍ، كما يعتبرون أن تَغَيُّرَ أسلوبِ الإنتاجِ يؤدي، بصورةٍ حتميةٍ، إلى تغير النظامِ الاجتماعي بأسره.
وبخلاف هذا التفكير نجد في الحقيقة والواقعِ أن المجتمع مؤلفٌ من ناس، وأفكارٍ، ومشاعرَ، وأنظمةٍ، ولا دخل للوسط الجغرافي فيه، ولا لأدوات الإنتاجِ.
وبيانُ ذلك أن المجتمع هو مجموعة من الناسِ تنشأُ بينهم علاقات دائمية، ففردٌ زائدُ فردٍ زائدُ فردٍ إلخ... يساوي جماعة، أي ينشأ من هذه المجموعة من الأفراد جماعة. فإذا نشأت بين هؤلاء الأفراد علاقات دائمية كوّنوا مجتمعًا، وإذا لم تنشأ بينهم علاقات دائمية ظلوا جماعة. فالذي يجعلُ مجموعةً الناس تشكلُ مجتمعًا إنما هو العلاقات الدائمية فيما بينهم.
وهذه العلاقات لا تنشأ إلا بدافعٍ من مصالحهم؛ فالمصلحةُ هي التي تُوجدُ العلاقةَ. ومن غيرِ وجودِ مصلحة لا توجد علاقة. فالناسُ، لقضاءِ مصالحهم، يحتاجُ بعضُهم إلى البعضِ الآخرِ، فتنشأ من قضاء هذه المصالح العلاقات. إلا أنّ هذه المصالح إنما يُعيِّنُها، من حيثُ كونها مصلحة أو مَفْسدة، مفهومُ الإنسان عن المصلحةِ، فإن رأى الشخصُ أن هذا الأمرَ مصلحة نشأت العلاقة، وإن رأى أن هذا الأمرَ ليس مصلحةً لا تنشأ العلاقة.
فالمسلمُ، مثلًا، يرى أنّ بَيْعَهُ لغير المسلم فرسًا ليربحَ فيها مصلحة له، فتنشأ بينهما علاقة، ولكنه يرى أن بَيْعَه خمرًا ليس مصلحةً له، فلا يَبيعُهُ ولا تنشأ بينهما علاقة.
فالذي عَيّنَ كون الشيء مصلحة أو أنه ليس مصلحة إنما هو مفهومُ الشخص عن هذا الشيء. والمفاهيمُ هي معاني الأفكار، فتكون الأفكار هي التي أوجدت العلاقةَ. غير أن هذه الأفكار لا يكفي أن توجد عند واحد ولا توجدَ عند الآخر، بل لا بُدّ أن توجدَ عند الاثنين معًا، حتى توجد العلاقة. فإذا كان أحَدُهُما يرى أن هذا الأمرَ مصلحة والآخر يرى أنه ليس مصلحة، فلا يمكن أن توجدَ بينهما علاقة. وعلى ذلك فإن وحدَةَ الأفكار بين الناس لا بُدَّ منها حتى توجدَ العلاقة بينهم.
غير أنّ وحدةَ الأفكارِ بمفردها لا تكفي لأن توجد العلاقات، إذ لا بُدّ أن تكونَ معها وحدة المشاعر، أي أن هذه المصلحة لا بد أن يُسَرَّ الشخصان بها حتى توجد العلاقة. فإذا كان أحدهُما يُسَرُّ بها والآخر يَسْخَطُ منها فلن توجد العلاقة بينهما، بل لا بد أن تتحد مشاعرهما في النظرةِ إلى المصلحةِ، من سرورٍ وغضبٍ وحزنٍ وفرحٍ، إلى غير ذلك من المشاعرِ، فضلًا عن إلى جانبِ اتحاد الأفكار.
إلا أن وحدة الأفكار والمشاعرِ معًا بين الناس لا تكفي لأن توجدَ العلاقات، بل لا بد أن تكون معها وحدة النظام الذي يعالجونَ به المصالحَ هذه. فإذا رأى شخص، مثلًا، أن هذه المصلحة يجبُ أن تعالَج بكذا ورأى شخص آخر أن تعالجَ بغير ما قال به الأولُ، فلا تنشأ بينهما علاقة، ولا يتأتى أن تنشأ إلا إذا اتفقا على كيْفِيّةِ معالجتها، أي على النظامِ الذي يعالجانها به، وحينئذ تنشأ العلاقة.
وهكذا فالمجتمع هو الناسُ وما يُوَحّدُ بينهم من أفكارٍ ومشاعر وأنظمةٍ. ولهذا فإن المجتمعَ مُكوّنٌ من أناسٍ، وأفكار، ومشاعِرَ، وأنظمةٍ. هذا هو واقعُ المجتمع كما يُشاهدُ من مجردِ النظر إليه، وكما يشاهدُ بعدَ التدقيقِ فيهِ، وكما يشاهدُ عند تحليلهِ إلى أجزائهِ التي يتكون منها. وعلى ذلك يكونُ تَعْرِيف الشيوعيين بأن المجتمعَ مؤلفٌ من الوسطِ الجغرافي، ونُمُوِّ السُّكّانِ، وأسلوبِ الإنتاجِ، مخالفٌ لواقعِ المجتمع، وهو خطأ محض.

مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢