نبذة عن حياة الكاتب
السياسة والسياسة الدولية

الدول الكبرى
والدول الكبرى هي الدول التي لها تأثيرٌ في السياسة الدولية والتي تقوم بأعمال تؤثر في غيرها من الدول الكبرى، وليست الدولة الكبرى هي التي يكثر عدد سكانها أو تكون غنيةً أو ما شاكل ذلك، بل الدولة الكبرى المعنية هي الدولة التي لها وجودٌ يؤثر في السياسة الدولية وفي الدول الكبرى الأخرى. وبناء على هذا فإن الدول الكبرى في الوقت الحاضر أي عام 1987م هي أميركا والاتحاد السوفياتي. فهذان العملاقان هما مثالا الدول الكبرى لأن الموقفَ الدولي موجودٌ في أيديهما، وما عداهما لا يُعدّ دولًا كبرى. إلا إنه لما كانت إنكلترا وفرنسا دولًا كبرى قبل الحرب العالمية الثانية ولا تزال كل منهما تتشبث ببقائها في السياسة الدولية، وتقوم كل منهما، ولا سيما إنكلترا، بأعمالٍ لتؤثر في السياسة الدولية وتؤثرَ في أميركا وروسيا، فإنه يمكن أن يقال عن فرنسا كذلك دولة كبرى، وذلك من قبيل التسامح في الإطلاق نظرًا إلى ما يحصل من إنكلترا من أعمال سياسية تكسبها وجودًا أو بعض الوجود في السياسة الدولية، ولما يحصل من فرنسا من محاولات لإثبات وجودها في السياسة الدولية، وعلى ذلك تكون الدول الكبرى في الوقت الحاضر أربع دول هي: العملاقان أميركا والاتحاد السوفياتي، وكذلك إنكلترا وفرنسا، أما الصين فإنه من الصعب اعتبارها من الدول الكبرى على الرغم من أن عدد سكانها يفوق المليار نسمة، وعلى الرغم من أن روسيا تحسبُ لها حسابًا، وعلى الرغم من أن أميركا تدّعي وتزعم أنها تحسب للصين حسابًا. والصين لا تُعدّ دولة كبرى لسببين: أحدهما أنها لم تكن دولةً كبرى في يوم من الأيام، ولم تؤثر في السياسة الدولية في أي زمن مضى. وفضلًا عن ذلك فإنها منذ صيرورتها دولةً شيوعيةً حتى الآن، لم تؤثر في السياسة الدولية بشيء، وقد حاولت منذ سنوات القيامَ بنشاطٍ سياسيٍّ في أفريقيا وفي بعض دول آسيا ولكن مع ذلك لم تؤثر في هذا النشاط بشيء، ثم لم تستطع متابعتَه ورجعت إلى مدارها الأصلي، لذلك لا تُعدّ دولة كبرى. وأما الهند وإن كان عدد سكانها يفوق السبعمئة مليون نسمة، وأندونيسيا وإن كان عدد سكانها يزيدون على مئة وخمسين مليون نسمة، وباكستان وإن كان عدد سكانها يفوق المئة مليون نسمة بعد أن قسمت دولتين بنغلادش وباكستان، فإنه لا يخطر في البال أن واحدة منها دولة كبرى لعدم تأثير أي منهما في السياسة الدولية. وأما اليابان فإنها قبل الحرب العالمية الثانية في أيام المحور صار لها تأثيرٌ في السياسة الدولية، لكنه كان تأثيرًا مؤقتًا مثل إيطاليا، لذلك لا تعد لا هي ولا إيطاليا من الدول الكبرى. وأما ألمانيا فإنها من حيث الشعب الألماني والدولة الألمانية في التاريخ كانت تُعدّ دولةً كبرى، لكنها بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية سقطت عن اعتبارها دولةً كبرى تمامًا مثل سقوطها بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، لذلك فإنه كما عادت بعد الحرب العالمية الأولى بقليل دولةً كبرى فإنها من الممكن أن تعودَ دولةً كبرى مرة أخرى. وعليه فالشعوبُ غير الإِسلامية التي يمكن أن تكون جولةً كبرى وتؤثر في السياسة الدولية هي: شعب الولايات المتحدة، والشعب السوفياتي أو الشعب الروسي، والشعب الإنكليزي، والشعب الفرنسي، والشعب الألماني. فهذه الشعوب الخمسة هي التي يمكن أن تكون دولًا كبرى، وما عداها فإنه بعيد عليه أن يكون دولةً كبرى ولو حصلت له فلتات كالشعب الإيطالي والشعب الياباني قبل الحرب العالمية الثانية. فإذا أراد أحد أن يعرف الدول الكبرى أو أن يتصورَها فإن أمامه هذه الشعوبَ الخمسة ليس غير، فهي وحدها الدول الكبرى في المجموعة الدولية في التاريخ. لذلك من المستحسن أن تؤخذ فكرةٌ موجزةٌ عن كل دولة من هذه الدول الخمس.
وأما الأمة الإسلامية فقد كانت دولةً كبرى حتى الحروب الصليبية، ثم عادت دولةً كبرى بعد الحروب الصليبية وظلت كذلك حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وسنتحدث عنها أخيرًا بعد أن نتحدث عن واقع الدول الخمس وعن المشاكل الدولية.

مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢