نبذة عن حياة الكاتب
قصص الانبياء في القرآن الكريم
الطبعة : الطبعة السابعة
المؤلف : سميح عاطف الزين
فئة الكتاب : سيرة
عدد الصفحات : ٦٩٢
تاريخ النشر : ٢٠٠٥
الفهرس (اضغط على الرابط للقراءة)

المقدمة
القصص
القصّة
خرق النواميس
المنـامات والـرُّؤَى
القصص الديني والتاريخ
التكوين
نظام الزوجية
هل يوجد آدم واحد أو أكثر؟
آدم عليه السلام
السور القرآنية وموضوعاتها
إدريس (عليه السلام)
نوح (عليه السلام)
الأسلوب القرآني المعجز بوضوحه وقوته وجماله
هود (عليه السلام)
القرآن هو المثاني وفاتحة الكتاب هي السبع المثاني
صالح (عليه السلام)
قصة ثمود والإيجاز في القرآن الكريم
1 - ولادة إبراهيم عليه السلام
2 - إبراهيم وأبـوه آزر(+)
3 - إبراهيم والنبوَّة
4 - إبراهيم عليه السلام وقومه المشركون
5 - تحطيم الأوثان والأصنام
6 - معجـزة الله العظمى
7 - الهجرة إلى فلسطين من بلاد الشام
8 - الارتحال إلى مصر
9 - إبراهيم وولده إسماعيل (عليهما السلام)
10 - البلاء المبين
11 - إبراهيم (عليه السلام) والبُشـرى
12 - بناء الكعبة الشريفة
الأحرف وأهميتها في فهم قصص القرآن الكريم
لوط (عليه السلام)
إسحـق (عليه السلام)
يعقـوب (عليه السلام)
يوسف (عليه السلام)
أيوب (عليه السلام)
شعيب (عليه السلام)
مـوسى وهارون (عليهما السلام)
ذو الكفل (عليه السلام)
داود (عليه السلام)
سليمان (عليه السلام)
الأنبياء بشر يتكاملون
إلياس (عليه السلام)
إليسع (عليه السلام)
يونس (عليه السلام)
زكريا (عليه السلام)
يحيى (عليه السلام)
مريم بنت عمران عليها السلام
عيسى (عليه السلام)
عيسى والروح الأمين (عليهما السلام)
المسيح بين كونه إنساناً أم إلهاً من أهداف قصص الأنبياء في القرآن الكريم
المـراجع
هوامش

شعيب (عليه السلام)
كان أهل مدين عرباً يسكنون أرض معان من أطراف بلاد الشام، وكانوا مشركين، عابدين للأيكة (وهي واحة تغصّ بالشجر والزرع).
كانت لديهم عادةٌ سيّئةٌ: يُنقصون المكيال ويتلاعبون بالميزان، ولا يعطون الحقَّ لأصحابه. وهذه العادةُ تمسُّ نظافة القلب واليد، مثلما تمسّ كمال المروءة والشرف. وقد دَرَجوا على هذه الخساسة وفي ظنّهم أنّ بَخْسَ الناس أشياءَهم، وانتقاص حقوقهم هي طُرُقٌ من المهارة والحذق في البيع والشراء، وضروبٌ من الحنكة والدهاء في الأخذ والعطاء..
فبعث الله إليهم نبيّاً منهم، هو شعيب (عليه السلام) الذي أعطاه الله ميزة المخاطبة الحسنة، والأسلوب البليغ المقنع، حتى قيل بأنَّه خطيبُ الأنبياء.
وقد دعا قومه، قبلَ كل شيء، إلى عبادة الله الواحد الأحد، ونبذ الوثنية، ثم أوصاهم بإقامة العدل... فلا غشَّ، ولا تلاعُبَ بالأسعار والموازين، ولا ابتزاز، ولا سرقة بل العمل بالحق الواضح المبين.
وذكَّرهم بفضائل الله ونِعَمِهِ عليهم، إذ كَثَّرَ عدَدهُم بعدَ قِلَّة، وأغنى فقيرهم بعد حاجةٍ، وحذَّرهم في النهاية من سوء عاقبةِ ما يعملون، وخشي عليهم من فداحة عقابٍ لما يُؤتون. وقال لهم: {وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} [الأعرَاف: 85]. والأشياءُ في مقصده هي كلُّ ما حوت أيديهم من ماديات، أو أنفسهم من معنويات، يستوي في ذلك منها علاقات العمل والإنتاج، والمبادلات على اختلافها، والمسالك الفردية والجماعية على تنويعها، أي أنها تشمل كل ما يمكن أن يقوم به الإنسان في علاقاته العائلية والفردية وغيرها من العلاقات بين الناس في الحياة... ولذا فإن النهي عن بخس الناس أشياءهم إنَّما يعني الالتزام بالحقوق والواجبات. وإلا ظلَّ الظلمُ والطغيان مستفحلاً، وانهزامُ الناس من الداخل حالاًّ، مع ما يَسْتَتْبعُ ذلك كله من اللاَّمبالاة في تقييم المجهودات، وإشاعة الفساد والانحلال، والانهيار التام للعلاقات، وإذ ذاك يتقوَّض المجتمعُ نهائياً..
هذه النظرةُ المتكاملةُ للحياة البشريّة شرَحها شعيبٌ لقومه، ففسَّر مختلف جوانبها، وبيّن سائر مدلولاتها، وأوضح النتائج التي تترتَّبُ عليها، كما دلَّ على مَغَبَّة عدم اعتمادها أو التخلّي عنها.
ولكنَّ القوم رأوا في ما يدلّهم عليه وفي ما يدعوهم للعمل به، مدعاةً للهُزءِ والسُّخرية. وكان ردُّهُم التهجُّمَ والتهكُّم، فقالوا له:
- أصلاتُك تأمرنا أن نعبد غير ما عبد آباؤنا الأقدمون، وأسلافنا الأوّلون؟!.. أم تعاليمُك تسمحُ لك بالتدخُّل في إرادتنا وفي تقدير تصرُّفنا في أموالنا؟
وما هي هذه العلاقة التي تربط بها ما بين الإيمان والصلاة وبين معاملاتنا المادية؟
هكذا كانوا يحاولون الردَّ على دعوة الحق، بتلك الرعونة الفكرية التي سيطرت على أهل مدين، والتي ما تزال تمارس في أوقاتنا الحاضرة. فكثيرون من الناس يعتقدون أن الدين مجموعة من القضايا المجرَّدة، والمفاهيم المحدودة التي ترتبط بأمور غيبيّة لا صلة لها بجوانب الحياة. وهو اعتقادٌ مزمن خاطىء لأن الدين في جوهره منهجٌ للحياة والتعامل، علماً أن الفصلَ بين الإيمان بحقيقة وجود الله تعالى وبقضية التوحيد من ناحية، وبين القيم الأخلاقية وسلوك الناس في تصرفاتهم اليومية من ناحية ثانية، هو تجريد الدين من مضمونه، وتحويله إلى مجموعة من الطقوس التقليدية الجامدة والمراسم الميتة.
ومن هنا كانت دعوة شعيب، كسائر النبيّين والمرسَلين، إلى تقويم السلوك البشريّ، بعد الإيمان بالله الواحد الأحد، لأن الدين يعني التدخل في جميع نواحي الحياة في علاقة الناس بربّهم، وفي علاقاتهم تجاه بعضهم البعض.
ولكن قوم شعيب ألِفُوا عاداتهم البالية، وتقاليدهم الرَّثة، فكانوا يدافعون عنها بالرد على نبيّ الله بالقول: أتنهانا يا شعيب عن تعاملٍ أحببناه، وطريقٍ اتَّبعناه، وفيه نشأنا وعليه درجنا؟ وكيف ندع ما فيه تكثيرٌ لأموالنا؟ بل كيف تجرؤ أنت على تسفيه دينٍ ألفناهُ، وشَرعٍ ورثْنَاه، وأنت الراجحُ عقلاً، والسديدُ رأياً، والواسع حلماً؟..
واستمرَّ شعيب يجادلهم بلطفٍ، مؤثراً استمالتهم باللين، واجتذابهم بالرفق. فذكَّرهم بما يربطه بهم من صلات، وما تقومُ بينه وبينهم من وشائج القربى والمودَّة. ولَفَتهم إلى أنَّه لا يَطلُبُ أجراً على هداهم، ولا جزاءً على إرشادهم. وجُل همه، وما يصبو إليه، هو إصلاحُ أمرهم، لأن فيه صلاحَهُم في الدنيا والآخرة.
وظنَّ أنَّ آذان القوم تفتَّحَتْ لسماع قوله، وقلوبهم اهتدتْ لنصحه، فأعلن وهو يجهد في دعوته ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، أن الله تعالى أوحى إليه بالهدى، وأرسله بالحق، وآتاه من الرحمة والرُّشد ما لم يهتدوا هم إليه، وأنَّه يدعوهم إلى اتباعه، والسير على دربه ليكونوا من الصالحين.
ثم لم يلبث بعد حين أن وجدَ أن كل أقواله كانت صيحةً في وادٍ، تتبدّد أصداؤها لمجرّد خروجها من فمه، وقد بدا له جليّاً نفورُ القوم منه، وميلُهم إلى مخالفته... وأحزنه ما يفعلونه، مع أنه لم يترك حجَّة إلا وأبداها، ولم يُبْقِ شبهة إلا وأزالها. وفكَّرَ مليّاً: هل إن هؤلاء القوم يأنفون من مُتابعته، ويميلون عن دعوته حَسَداً منه، أم بُغضاً له وتكبّراً عليه؟!.
وأراد أن يسلك معهم طريقاً آخر، فراحَ يُعَرّفهم بأسَ الله وعذابَه، ويُبين لهم مغبَّةَ اقتراف المعاصي وارتكاب الآثام. ويخوّفهم من هول ما سوف يلقون إذا استمرّوا في ضلالتهم وغيّهم. ثم يعودُ من جديد إلى دعوتهم للإيمان بالله عز وجل، وطلب المغفرة من الله الغفور الرحيم والتوبة إليه، حتى ينجوا من العذاب ويتخطّاهم العقاب...
وطَرَقَ شتى السُّبُل، وسَلَكَ مختلف الطرق، علَّ القوم يثوبون إلى رشدهم فيزيلوا عن أبصارهم الغشاوة التي تغطيها، ويزيحوا عن قلوبهم الضلاَلة التي تَرينُ عليها... وآن لهم أن يهتدوا، وقد سمعوا قوله مؤيداً بالحجة البالغة، ورأوا فعله مدعماً بالآية البيّنة.. فشعيب (عليه السلام) يحب هؤلاء الناس. ولا عَجَبَ في ذلك فهُم أبناء قريته، وعليه أن يجهدَ في إنقاذهم من مهاوي الوثنية والجهل، لأنه رسول الله إليهم.. وكانت تلوح له أحياناً بارقةُ أملٍ وهو يراهم يصغون إليه، وينتعش فؤاده عندما يُحاجّونه ويجادلونه، فلعلّ في ذلك تفتّحاً لأفكارهم، واستنارةً لضمائرهم. ولكن هذه الأماني كانت لا تلبث أن تذهب أدراج الرياح، فقد بدا واضحاً أن القوم يسلكون سبيلاً شططاً... فها هُم يلجأون إلى الغباوة في القول والمراوغة في الحديث، وها هم يعمدون إلى صدّ الحجة بالشتم والإهانة، فيجاهرون غير مستنكرين:
- إننا لا نفقه ما تقول!. ثم إنّك يا شعيب وأنت المستضعف الذليلُ، تحاولُ أن تَنْقُض عقائدنا وعاداتنا؟!. ألم تعلم أنه لم يمنعنا عن أَذِيَّتك إلاَّ مكانُ عشيرتك، وحُرمةُ قبيلتك؟
لم يأبه شعيب لهذا التهديد، ولم يُطأطىءِ الرأس أمام إعلان القوّة، أو يضعفْ حيال الجبروت الذي تغنّوا به، بل على العكس من ذلك، هبَّ يدفعُ باطلهم بحقِّهِ، ويمحقُ زورهم ببيّنته. وها هو، وقد تملَّكه الإعزازُ بنصرة الله العزيز، وامتلأ قلبه بالثقةِ بعونه، يُعلِنُ لهم بكل صراحةٍ ووضوح: أن رهْطَه ليسوا أرفعَ قدْراً، ولا أشدَّ قوّةً، ولا أمنعَ جانباً من الله عزّ وجلّ. فهو الذي مَنَحهم هذه القوَّة، وأفاض عليهم تلك النعمة.. وأن كل تهديدهم ووعيدهم لا قيمة له في نظره، فهو واثقٌ من نصر الله، ومتأكدٌ من عاقبته الحميدة عنده، لأن الله عليمٌ بما يعملون، سميعٌ لما يقولون، خبيرٌ بما يفعلون..
عَظُمَ موقف شعيب في بعض النفوس التي أعطاه أصحابها آذاناً صاغيةً، ومنحوه قلوباً واعيةً، فآمن به نفرٌ قليل.. فهلَعَ القومُ خيفةَ أن يَعظُمَ أمره، ويشتدَّ ساعده، وتكثرَ جماعته، فينتشرَ دينه الذي إليه يدعو، ويحيقَ بديانتهم البلاء والاندثار، فراحوا يتوعَّدونه ومن آمن معه بإخراجهم من قريتهم إن لم يتبَرّاؤا من الوهم الذي هم فيه، ويعودوا إلى ملَّتهم. ولكنَّ شعيباً كان لهم بالمرصاد، فأنبأهم أن الذين اتَّبعوه قد استرقَّ الإيمان قلوبهم، فمَلَكَ عليهم مشاعرهم، وخالط نفوسهم فأبعدهُم عن حمأة الرذيلة، ولن يعودوا إليها طائعين، ولن يرجعوا إليها مكرهين.. لقد زيَّن الله الطاعة في قلوبهم، وكرَّهَ إليهم الكفر والفسوق والعصيان، فأصبحوا من الراشدين المهتدين..
ولكنَّ القومَ ظلُّوا في الضلال ممعنين، وفي الغواية سابحين، لأنهم عن الحقّ لاهون، وعلى الدنيا مقبلون، وعمّا ينتظرهم من سوء العاقبة منصرفون، فأقبلوا على المؤمنين يمعنون بالكيد لهم، وبالتضييق عليهم، تهديداً ووعيداً.. وراحوا ينسبون إلى شعيب الشعوذة والسحر، ويتحدَّوْنه بأن يُسقِطَ عليهم كِسفاً من السماء، وأن ينزل عليهم العذابَ إن كان من الصادقين.
ولم يجد شعيبٌ بُدّاً من الردّ على القوم الكافرين فدعا ربَّه: {...رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ *} [الأعرَاف: 89].
واستجاب الله سبحانه وتعالى دُعاءَهُ، وآزرهُ بالنصر.. فابتُلي القوم بالحرّ الشديد، لا يروي ظمأَهُم ماء، ولا تفيّئهم ظلالٌ، ولا تمنعهم تلالٌ أو جبال، ففرّوا هاربين، ومن ديارهم خارجين.. ورأوا سحابةً ظنّوها مِظَّلةً لهم من وهج الشمس، وحسبوها ستاراً من شدّة الحرّ، فاجتمعوا تحتها وهم يأملون استراحةً في فيئها.. ولكن ما إن اكتمل عددهُم، واجتمع شملهم، حتى بدأت الغمامةُ التي اعتصموا بها، ترميهم بالشرر واللهب. وجاءتهم الصيحةُ وعذابُ الظُّلَّةِ من السماء، وزُلزلت الأرض تحت أقدامهم.. ولم يكادوا يحسّون بما نزل بهم حتى أُهلكوا وصاروا من الغابرين.
ورأى شعيب ما حلّ بقومه، فأعرضَ عنهم، يثقله الحزن، ويُضنيه الأسى.. ولكنَّه تذكَّر كفرهم، وهُزأهُم به وبمن آمن معه، ومخالفتهم لنصائحه وإرشاده، فلم يأبه لهم، {...وَقَال ياقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ *} [الأعرَاف: 93].
ولقد أتى الله سبحانه وتعالى على ذكر هذا النَّبيّ الكريم في ثلاث سور من القرآن الكريم. فقال تعالى في «سورة الأعراف»:
{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *وَلاَ تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ *وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ *قَالَ الْمَلأَُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ *قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ *وَقَالَ الْمَلأَُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ *فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ *الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ *فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَال ياقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ *} [الأعرَاف: 85-93].
وفي «سورة هود»:
{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَال ياقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ *وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ *بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ *قَالُوا ياشُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأََنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ *قَال ياقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ *وَيَاقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ *وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ *قَالُوا ياشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ *قَال ياقَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ *ويَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ *وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ *كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ *} [هُود: 84-95](+).
وفي «سورة الشعراء»:
{كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ *إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ *إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ *فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ *وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ *أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ *وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ *وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ *وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ *قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ *وَمَا أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ *فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ *قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ *فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ *} [الشُّعَرَاء: 176-189].

مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢