نبذة عن حياة الكاتب
صفات الداعية وكيفية حمل الدعوة

حَمْل الدَعوة الإسْلاميَّة فَرضٌ على المُسْلِمين
لم يتخلف المسلمون عن ركب العالم نتيجة لتمسكهم بدينهم، وإنما بدأ تخلفهم يوم تركوا هذا التمسك، وتساهلوا فيه، وسمحوا للحضارة الأجنبية أن تدخل ديارهم، وتحتل أذهانهم وتستهوي أبناءَهم. يوم تخلوا عن القيادة الفكرية في الإِسلام، حين تقاعسوا عن دعوته وأساؤوا تطبيق أحكامه، فلا بد من أن يستأنفوا الحياة الإِسلامية حتى يُتاحَ لهم النهوض، ولن يستأنفوا هذه الحياة إلا إذا حملوا الدعوة الإِسلامية بحمل قيادة الإِسلام الفكرية.
ويجبُ أن تُحمل الدعوة الإِسلامية اليومَ، كما حُملت من قبل، ويسار بها اقتداءً برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من دون أن يحاد عن ذلك قيد شعرة في كليات الدعوة وجزئياتها، ومن دون أن يحسب لاختلاف العصور أي حساب. لأن الذي اختلف هو الوسائل والأشكال، وأما الجوهر والمعنى فلم يختلف قط، ولم يختلفَ مهما تعاقبت العصورُ واختلفت الشعوبُ والأقطارُ، لذلك فإن حملَ الدعوة الإِسلامية يقتضي الصراحةَ بالحق والجرأة على الباطل، والقوة بالإِيمان، والفكر المستنير، ومجابهة الأفكار الفاسدة لبيان زيفها. ويقتضي حمل الدعوة الإِسلامية، أن تكون السيادةُ المطلقةُ للمبدأ الإِسلامي، بغضّ النظر عما إذا وافقَ جمهور الشعب أم خالفهم، وتمشَّى مع عادات الناس أم ناقضها، وقبل به الناس أم رفضوه وقاوموه، فحامل الدعوة لا يتملق الشعب، ولا يداهنه ولا يداجي من بيدهم الأمور ولا يجاملهم. والدعوة الإِسلامية تقضي أن يكون كل عمل من أعمالها قائمًا على غاية معينة. فحامل الدعوة لا يرضى بالفكر من دون العمل، ويعدّه فلسفة خيالية مخدرة، ولا يرضى بالفكر والعمل بغير غاية، ويعدّ ذلك حركة لولبية تنتهي بالجمود واليأس.
فالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حملَ القيادةَ الفكرية في مكة، فلما وجد أن أبناء مكة لا يحققون الغاية، هيأ أبناء المدينة لذلك، ثم أوجد الدولة، وطبّقَ الإِسلامَ، وحمل رسالته، وهيأ الأمة لتحمله من بعده، وتسير في الطريق التي رسمها لها.
ولا بد من أن يظهر في الدعوة إلى الإِسلام تصحيح العقائد، وتقوية الصلة بالله وأن يبينَ للناس حلّ مشاكلهم حتى تكون هذه الدعوة حية في جميع ميادين الحياة، لأن سر نجاح الدعوة الإِسلامية قائم على أنها دعوة حية، تعالج مشاكل الإِنسان كلها كإنسان، وتحدث فيه الانقلاب الشامل.
ولا يتأتى لحملة هذه الدعوة أن يضطلعوا بالمسؤولية ويقوموا بالتبعات، إلا إذا غرسوا في نفوسهم النزوع إلى الكمال، وكانوا ينقبون دائمًا عن الحقيقة، ويقلبونَ كل ما عرفوه حتى ينقوا منه كل ما يمكن أن يلصق به من عيب حتى تظلَّ الأفكار التي يحملونها نقية صافية. وصفاء الأفكار ونقاؤها هو الضمان الوحيد للنجاح ولاستمراره. وعلى حملة هذه الدعوة أن يؤدوا واجبها كواجب كلفهم به الله، وأنهم مسؤولون أمامه إذا لم يقوموا به، والله سبحانه وتعالى يحملهم هذه المسؤولية بقوله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} [الزخرف: 44]. ومن بعض كلام لعلي أمير المؤمنين سلام الله عليه: « ومن يُبَلّغ عن الله بعدَ رُسُل السماء إلا البشر؟».
هكذا تحمل الدعوة الإسلامية كي تحقق نهضة فكرية صحيحة، لكي تنهض بالعالم كله، ولكي تخلصه مما هو فيه، لأنه يسير إلى الانتحار وتتراكم عليه المشاكل فيقف إزاءها مشدوهًا متحيرًا مرتبكًا، لا يعرف كيف يبدأ لكي يعرف كيف ينتهي.
ولذلك تراه إما أن ينتظر الزمن ليحلها، وإما أن يرقِّع وهو غير مقتنع بصلاحية هذا الحل وصوابيته.
وتتلخص كيفية حمل الدعوة الإسلامية بعشر نقاط:
1 ـــــــ الإِسلام هو الصحيح فقط.
2 ـــــــ أن يحمل الإِسلام قيادة فكرية.
3 ــــــ السيادة للمبدأ الإِسلامي.
4 ــــــ التحدي للأفكار الدخيلة الفاسدة.
5 ــــــ لا هوادة ولا تساهل «في الأمور التي تناقضُ الإِسلامي».
6 ــــــ القاعدة العملية.
7 ــــــ تصحيح العقائد وتقوية الصلة بالله سبحانه وتعالى، وتبيين الأحكام التي تحل مشاكل الناس. كما بينت من قبل حين كان الناس يعبدون آلهة متعددة، ويئدون بناتهم، ويقتلون القريب بجريرة قريبة إلخ... ومشاكل الناس الآن كثيرة ولا تحصى في الاقتصاد، والسياسة والاجتماع، وفوضى الجنس.. إلخ.
8 ــــــ الأحكام والأفكار الشرعية الظنية صواب تتحمل الخطأ.
9 ــــــ أن يكون حمل الدعوة من أجل رضوان الله سبحانه وتعالى، وإقامة حدوده وصون حرمانه.
10 ــــــ التقيد بالطريقة التي جاء بها رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، والطريقة بقسميها السياسي والفكري التي يجب أن نسلكها الآن هي نفسها التي سلكت منذ أربعة عشر قرنًا. والدليل على ذلك قوله تعالى مخاطبًا رسوله: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108]. والسبيل هو الطريق. والواقع السياسي أن حالَ المسلمين اليوم من حيث وجود روسيا والصين في الشرق وأوروبا وأميركا في الغرب، هي الحال نفسها التي كانت زمن الرسول من حيث كسرى في الشرق، وقيصر في الغرب، فكما صنع الرسول في إقامة نواة إسلامية في الجزيرة العربية، وبدأ يستفيد من الموقف الدولي من حيث توازن القوى بين فارس والروم والعداوة القائمة بينهما بالنسبة إلى المعتقد والمصلحة حتى استطاع في بضع سنين أن يوحد الجزيرة العربية بأجمعها تحت راية الإِسلام ويكوِّن قوة ثالثةً استطاعت في ما بعد أن تأخذ زمام المبادرة من كلتا الدولتين، كذلك نستطيع نحن اليوم أن نصنع، فنشحذ الهمم ونقوّي الإِيمان ونشدَّ العزيمة ونسيرَ على الطريق السياسي الذي سلكه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لجمع المسلمين تحت راية واحدة مستفيدين من الموقف الدولي، أي من توازن القوى بالنسبة إلى العداوة القائمة بينهم من حيث النظرة إلى المبدأ والمصلحة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: كيف نستطيع أن نسلك الطريق التي سلكها الرسول، مع وجود هذه المقاومة الشديدة التي نراها ونحسها الآن، ولا سيما من بعض أبناء الأمة الإِسلامية الذين يقاومون هذه الفكرة عن جهل بالإِسلام، وعن اعتقاد بعدم صلاحيته في العصر الحاضر.
وبالجواب عن ذلك أن الله سبحانه وتعالى أمر رسوله بقوله: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108].
والرسول من الناحية الفكرية تحرك في ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: بدأ يدرِّس الإِسلام جماعيًّا وقد دعا قريشًا إلى اجتماع وبدأ يشرح لهم الدعوة ويبشرهم بجنةٍ عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، وينذرهم بنارٍ إذا قيل لها: «هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد»؟ وفرديًّا مثلما دعا عليًّا وخديجة وأبا بكر وسواهم، حتى توافر لديه شخصيات إسلامية متميزة من بقية أقرانها من حيث السلوك والفهم.
وفي المرحلة الثانية: خرج بهذه الكتلة، وضرب بها المجتمع القديم، وبدأ يتعرض لعلاقات الناس ويعيب آلهة قريش، ويندّدُ بعقائدهم ويزيف أفكارهم ويطعن بسلوكهم. والآيات التي تدل على ذلك كثيرة هي، منها قوله تعالى على لسان رسوله: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98]: وقوله: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين: 1 ـــــــ 3]. وهذا التحدي يجرّ النقمة على كل من يقوم به لأن الذي يألف شيئًا ويتعوده لا يستطيع التخلي عنه بعدما أصبح كيانه قائمًا عليه، فيثور على كل من أراد تغييره أو تبديله.
وهكذا نقمت قريش ومن حالفها، وبدأت تكيد لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بكل ما أوتيت من قوة. وبدأ دور التفاعل ليبدأ الكفاح بين فكر وفكر.
وإليكم بعض الأمثلة التي حصلت في تلك الفترة مع الرسول الكريم: مشى ابن خلف وهو واضع عظْمة في كفه، ففتها أمام رسول الله وهو جالس بين جماعة يدعوهم إلى الإِسلام، ونفخها في وجهه وقال له: يا محمد! أيبعثُ الله هذا بعدما أرمّ؟ فأجابه الرسول بكل ثبات وصبر وثقة ويقين: نعم! ثم يبعثك الله وإياه ويدخلك الله النار» ونظرًا إلى شدة الموقف ورهبته نزل الوحي على رسول الله فقال:
{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس: 77 ـــــــ 79]. وسرعان ما ضرب الحق الباطلَ ودمغه، وسرعان ما بدّدَ النور الظلام ومزقه، وأصبحت الأفكار الإِسلامية في المدينة المنورة هي السائدة بعد ذهاب مصعب بن عمير إلى المدينة ورجوعه إلى مكة، وقوله لرسول الله: لقد أصبحت المدينة إسلامًا يا رسول الله، وفي هذه الأثناء كانت بيعة العقبة الثانية، وبايع الأنصار رسول الله على حرب الأسود والأبيض من الناس. ومما قالوا له: بايعناك على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا، وأن نقول الحقّ أينما كان لا نخاف في الله لومة لائم. وهناك قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري لرسول الله: «والذي بعثك بالحقّ إن شئت لنميلنَّ غدًا من أهل مِنى بأسيافنا». فقال رسول الله «لم نؤمر بذلك بعد». فمن قول العباس بن عبادة الأنصاري ومن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، نستطيع أن نحكم على أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يسير على طريقةٍ معينةٍ للوصول إلى الحكم ولا يجوز له مخالفتها.
بينما نرى معظم الجماعات التي تنبري في الوقت الحاضر لحمل الإِسلام وتركيزه في نفوس الناس للوصول به إلى مرحلة التطبيق لا يسلكون الطريق التي رسمها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بل نراهم والعياذ يسلكون طرقًا تناقض فكرة الإسلام وهذا يكون إما عن جهل بالفكرة والطريقة، وإما حبًّا بالإسراع للوصول إلى الحكم، وهذه الطرق أضرت بالأمة وفتت جهودها وأعاقت مسيرتها وأفرزت عددًا كبيرًا من الجماعات التي أوشكت أن تيأس جميعها من الوصول إلى مرحلة التطبيق. ولكن إذا عرفنا أن الطريقة يجب أن تكون من جنس الفكرة، والطريقة تكون دائمًا لتنفيذ الفكرة ونشرها. وأي حيد عن الطريقة ولو قيد شبر لا يمكن أن ينجح سالكها بالوصول إلى تنفيذ الفكرة ونشرها وعلى الأخص إذا كان السائر على طريق الإِسلام.
والفكرة في النظام الديمقراطي هي نشر الحريات الأربع: حرية العقيدة، وحرية الرأي، والحرية الشخصية، وحرية الملكية، والطريقة لتنفيذ هذه الفكرة هي فرض السيطرة العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية، وفرض السيطرة هذه مجتمعة أو متفرقة تكون عن طريق الثورة في الداخل أو الاستعلاء والتحكم من قبل دولة أجنبية في الخارج. والفكرة في النظام الاشتراكي الشيوعي هي:
1 ـــــــ تحقيق المساواة الفعلية بين الناس.
2 ـــــــ إلغاء الملكية الخاصة إلغاءً كليًّا أو جزئيًّا.
3 ـــــــ توزيع الإِنتاج على أساس جماعي. والطريقة لتنفيذ هذه الفكرة لا تتم بنظرهم إلا بالتصادم، والتصادم بنظرهم هو الصراع الطبقي في جميع الميادين، وهذا الصراع إما أن يكون عن طريق الكفاح المسلح كما حصل في روسيا والصين وإما أن يكون عن طريق الإضرابات والمظاهرات وما شاكلها من أنواع الصراع.
والمبدأ الإِسلامي هو فكرة وطريقة. فكرة الإسلام هي ما تضمنه الكتاب، والسنّة النبوية، والطريقة لنشر هذه الفكرة وتنفيذها هي الإقناع لقوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]... {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29] {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} [الغاشية: 21 ـــــــ 22]. وهذا ما رأينا الرسول الأعظم يقوم به خلال مرحلتي الدعوة على الرغم من الأذى والمضايقة والمقاطعة لكل من تلمس خطى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واتَّبعه. ونحن نرى بعض الحركات الإِسلامية تحمل الفكرة الإِسلامية لكنها تسلك الطريقة الاشتراكية الشيوعية أي التصادم للوصول إلى الحكم، أو الطريقة الديمقراطية أي الثورة من الداخل أو السيطرة الثقافية والعسكرية والاقتصادية والسياسية. وهذا ما جعلها تخفق في الوصول إلى الحكم الإِسلامي لأن الطريقة الاشتراكية الشيوعية أو الطريقة الديمقراطية الرأسمالية ليستا من جنس الفكرة الإِسلامية وهكذا بالنسبة إلى كل مبدأ.
وفي المرحلة الثالثة: أمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالهجرة إلى المدينة بعدما اطمأن إلى قواه المادية، وأقام هناك نواة دولة إِسلامية.
بهذه الأفكار المحددة وبهذه النظرة من زاوية خاصة إلى كيفية حمل الدعوة والصفات التي يجب أن يتمتع بها حاملُ الدعوة حتى يكون داعية بحقّ، تكون الأمة قد بدأت تسير على طريقة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في بناء المدرسة التي تخرج منها قادة العالم الإِسلامي.
والله ولي التوفيق



مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢