نبذة عن حياة الكاتب
X
مقدمة الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
1. إن كثيرًا من الناس ينتسبون إلى الإسلام ولا يعلمون عنه شيئًا أيجوز لهم ذلك؟
2. هل تعلم أيها المسلم أنه لا يجوز لك التقليد في العقيدة؟ وأن المطلوب منك الإيمان العقلي.
3. في القرن العشرين أناس كثيرون ملحدون ينكرون وجود الله. ويسعون جاهدين لجرِّ المؤمنين وراءهم.
فما رأيك أيها الإنسان المؤمن؟
4. إذا أردت أن تكون عالماً عاملًا، ومسلمًا صادقًا، ومؤمنًا سليم العقيدة، فاقرأ هذا الكتاب، فإنه طريقك إلى الإيمان العقلي إن شاء الله الكريم.
مقدمة الكتاب
إن قيمة الإنسان كامنة في إيمانه، فمن آمن بالله وصدَّق فقد أعز نفسه، ومن كفر ورفض الإيمان فهو شر من دبَّ على وجه الأرض كما قال تعالى: {إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون} (الأنفال: 55). والطريق الذي يسلكه الناس للإيمان بالله سبحانه وتعالى ليس سليمًا في كل الأحيان، لأن الإيمان بحقيقة وجود الله تعالى تثبته نظرة الإنسان إلى الإنسان، والحياة والكون، عن طريق الفكر المستنير. أما الإيمان عن طريق التقليد والعاطفة، من دون الفكر والنظر، فهذا ما نهى عنه القرآن الكريم وحذّر من اتِّباعه، لأنه إيمانٌ غير صحيح وغير كامل، وهو عرضة للهزات والتشكيك، وقابل للخرافات والتُّرَّهات.
ومن أجل رفع الإنسان إلى مستوى الكرامة، نعني كرامة الإيمان الصحيح، أرسل الله تعالى المرسلين مبشّرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب والهدى، وأيدهم بالمعجزات والآيات، ليدعوا الناس إلى الإيمان بالله تعالى وعبادته وحده.
ولكي يستطيع الإنسان فَهْمَ هذه الدعوة، وإدراك قيمتها وأهميتها في الدنيا والآخرة، منحه الله العقل وجعله مناط التكليف، وأودع في مخلوقاته من الآيات والأسرار والعجائب ما يساعد العقل على الفهم والاستدلال ثم التوصّل إلى معرفة الخالق العظيم سبحانه وتعالى طبقًا لما جاء به رسله إلى عباده.
وإننا في كتابنا هذا نحاول أن نأخذ بأيدي الناس ليسيروا على المنهج الصحيح الذي يوصلهم إلى الحقّ ويهديهم إلى سواء السبيل، بعد أن أضلَّتهم الأهواء وأغرتهم الشهوات، واستهواهم شياطين الإنس والجن حتى أوقعوهم في متاهات الضلال والإلحاد.
معرفة الله تعالى
إن أول واجب على الإنسان أن يعرف حقيقة وجود الله تعالى الذي خلقه معرفة يقينية. والمعرفة في اللغة هي الإدراك والعلم، وفي الاصطلاح هي العلم الجازم المطابق للواقع عن دليل. واجتماع هذه العناصر كلها شرط أساسي حتى تتم المعرفة، لأن العلم من غير جزم يشكل ظنًّا أو شكًّا وكلاهما ليس معرفة، فلا بد من أن يكون العلم جازمًا، وأن يكون مع ذلك مطابقًا للواقع، لأنه قد يكون العلم جازمًا لكنه غير مطابق للواقع، كالعلم الذي كان يقول بأن الأرض مسطحة والشمس ثابتة، فذاك العلم كان جازمًا عند أصحابه لكنه مخالف للواقع فلا يسمّى معرفة. وقد يكون الجزم عن تقليد، فلا يسمّى معرفة، كعبادة الوثنيين للأصنام التي ورثوها عن آبائهم.
أما معرفة حقيقة وجود الله تعالى، المطلوبة من المكلف حتى يكون ناجيًا يوم القيامة، فلا بد فيها من تحقق الجزم والقطع، وعدم الشك والظن والوهم، ولا بد فيها من المطابقة للواقع مع قيام الدليل، فإذا فَقَدَتْ أحدَ هذه الشروط فلا معرفة، ولا نجاة يومئذٍ.
ولكن ما الدليل؟
الدليل: هو البرهان الموصل إلى العقيدة، وهو نوعان: تفصيلي وإجمالي.
فالدليل التفصيلي: هو الذي يعرف المكلف تفاصيله وأجزاءه ومقدماته ونتائجه، ويستطيع به رد الشُّبَه التي توجه إليه. وذلك كمعرفة أن الإنسان مخلوق، وأنه لا بد محتاج إلى خالق خلقه، وقد ثبت في مختلف الديانات السماوية أن الله تعالى هو الخالق.
أما الدليل الإجمالي: فهو الذي لا يعرف المكلف تفاصيله ولا يستطيع رد الشُّبَه عنه، كأن يقول: الدليل على وجود الله وجودُ العالم، من غير أن يستطيع التفصيل.
المعرفة المطلوبة:
هي المعرفة الواجبة على كل مكلف، أي أن يعرف ما يجب له تعالى من صفات الكمال والجلال، وما يستحيل عليه سبحانه مما لا يليق به، ولا يجوز في حقه. أما معرفة ذاته تعالى فلا تدركها العقول، ولم يكلفنا الله تعالى بها، بل إنَّ عجزنا عن ذلك هو غاية المعرفة والتسليم، لذلك يأمرنا تعالى بالتفكر في آياته ومخلوقاته.
فمعرفة الله تعالى بصفات الكمال، التي سنبينها في "الإيمان بالله تعالى"، أساس كل عبادة، ودليل وجوب هذه المعرفة قوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} (محمد: 19). وقد أجمعت الأمة على وجوب معرفة الله تعالى على كل مكلّف، ووجوب دعوة الكافرين جميعًا إلى الإيمان. أي: إن دليل وجوب معرفة الله على المكلف هو دليل شرعي، أي ثابت بالنص القرآني الشرعي القطعي الثبوت والدلالة. وهذا لا يعني أنه لا دور للعقل في هذا المجال، بل إن من شروط التكليف "العقل"، فالعقل إذا استعمله صاحبه فيما خلق لأجله ساعده على معرفة الحق ونبذ الباطل، لذلك جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم يأمر الله تعالى فيها بالتفكير، والتدبُّر، والنظر، والعلم، والعقل، توصلًا إلى عَقْل الحق ومعرفته.
الإيمان
الإيمان في اللغة: هو التصديق مطلقًا، ومنه معنى "الأمن" الذي هو ضد الخوف، لأن المؤمن يأمن بإيمانه مما يخافه من عقاب الكفر.
والإيمان في الاصطلاح: هو التصديق القلبي بما جاء به محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والنبيون والمرسلون كافة. وقد بيّنه الرسول الأعظم في الحديث الشريف الذي رواه مسلم في صحيحه جوابًا عن سؤال جبريل، عليه السلام، عن الإيمان حيث قال، صلى الله عليه وسلّم: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره".
وسيأتي هذا كله مفصلًا إن شاء الله تعالى.
الإسلام
الإسلام لغة: هو الانقياد والامتثال مطلقًا، أي: الامتثال في الظاهر والباطن، وفي الدين وغيره.
والإسلام شرعًا: هو الدين عند الله. والدين يتضمن الأوامر والنواهي منه تعالى. فلا بد من الامتثال والانقياد لأوامر الله تعالى، ولا بد من ترك ما نهى عنه تعالى واجتنابه...
ويلخص معنى الإسلام قوله، صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي أشرنا إليه جوابًا عن سؤال جبريل، عليه السلام، عن الإسلام: "الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا".
وبالإضافة إلى هذه الأركان تأتي سائر الواجبات والأوامر كالجهاد وبر الوالدين وغيرهما... وإن لم تكن من أركان الإسلام...
الصلة بين الإسلام والإيمان
لقد ذكرنا أن الإيمان هو: التصديق، وأن الإسلام هو: الانقياد، فمفهوم كل منهما غير مفهوم الآخر، وهذه المغايرة في المعنى واضحة راجحة لأنها مؤيدة باللغة والنصوص.
قال الله تعالى: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} (الحجرات: 14).
وهؤلاء هم المنافقون نفاق اعتقاد أي: الذين كانوا يظهرون الإسلام، بفعلهم ما يفعله المسلمون، ويبطنون في أنفسهم الكفر ـــــــ والعياذ بالله تعالى ـــــــ، وكان الأعراب الذين بيَّن الله تعالى حقيقتهم في هذه الآية أشدَّ كفرًا ونفاقًا من سائر المنافقين.
وخلاصة القول: إنَّ الإيمان والإسلام متغايران معنى، فمعنى الإيمان: التصديق الباطني، ومعنى الإسلام: الانقياد الظاهري.
والمؤمنون هم المصدقون الصادقون، لتصديقهم بحقيقة وجود الله وملائكته وكتبه ورسله إلخ...
وكل فرد يصلح أن يكون محلًّا للإيمان وللإسلام معًا، فيوصف بهما الفرد إذا اجتمعا فيه، ويسمّى مسلمًا مؤمنًا، ويوصف بأحدهما إذا وجد فيه دون الآخر. هذا كله من حيث التصور لما يمكن أن يكون في الواقع. أما من حيث الوجوب فالمكلَّف مأمور بتحقيق المعنيين، فهو مأمور بالإيمان الصحيح اعتقادًا، ومأمور بالامتثال لحكم الله تعالى عملًا، وإذا أخلَّ بشيء من ذلك انطبق عليه حكمه.
ولكن يقدم الإيمان على العمل لأن العمل لا يقبل من دون إيمان، وكل من نطق بالشهادتين فهو مسلم ما لم يظهر ما يناقض ذلك، ومن قصر في واجب غير الشهادتين فهو فاسق عاصٍ إلا أن يكون جاحدًا أو مستهزئًا، فيكون بذلك مرتدًّا كافرًا.
ومن لم ينطق بالشهادتين فهو كافر ولا حكم لنا على ما في قلبه لأنه غيب لا يعلمه سوى الله تعالى.
والمسلم مؤمن، والمؤمن مسلم ما لم يظهر ما ينقض ذلك.
مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢