نبذة عن حياة الكاتب
عوامل ضعف المسلمين
الطبعة : الطبعة الثامنة
المؤلف : سميح عاطف الزين
فئة الكتاب : فكر معاصر
عدد الصفحات : ٢٩
تاريخ النشر : ١٩٩٣

مقدمة الكتاب
سميح عاطف الزين





عوامل
ضعف المسلمين

كتاب يجيب عن الأسئلة التالية:

ما العوامل التي أدّت إلى ضعف المسلمين؟
هل أسن المسلمون دائمًا تطبيق الإسلام؟
كيف ينهض المسلمون من جديد؟


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الكتاب
إن موضوع هذا الكتاب يتعلق بعوامل ضعف المسلمين، ولا سيما عوامل هذا الضعف التي ظهرت في القرن العشرين الميلادي التي ما زالت تتفاعل بآثارها ونتائجها على ما نشهد ونرى من دون أن نحرِّك ساكنًا أو نعمل على تفاديها تحقيقًا لمصلحة المسلمين العليا...
على أن ما يجب التأكيد عليه مسبقًا هو التمييز بين ضعف المسلمين كشعوب تدين بالإسلام، ومتانة الإسلام نفسه كدين لا يمكن أن يصيبه أي وهن أو ضعف، كما لا يمكن لأي قوة على وجه الأرض أن تبدِّل فيه شيئًا، لأنَّ الله تعالى ارتضاه دينًا للناس كافة، وتكفَّل ـــــــ سبحانه ـــــــ بحفظه خالصًا كما أنزله، لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (سورة الحجر: الآية 9)...
لقد بذل أعداء الإسلام, منذ ظهوره جميع الجهود لخنقه في مهده... وتصلَّب الكفار في مناهضتهم له، بل استماتوا كي يحولوا بينه وبين الناس، وكي يصدُّوا الناسَ عنه، ولكن تلك الجهود التي بذلوها باءت بالفشل فيئسوا من محاولاتهم الماكرة واستسلموا لعظمته رغمًا عن أنوفهم، وحقت كلمة الله عزَّ وجلَّ عندما أتمَّ دينهُ القويم، وارتضاه نعمةً للعباد المؤمنين به، كما يؤكده التنزيل الحكيم بقوله تعالى: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (سورة المائدة: الآية 3).
على أن هذه الحقيقة الثابتة التي تدلُّ على قوة الإسلام ومناعته، وعلى أن محاولات الكيد له أو القضاء عليه لا يمكن أن تنجح في حال من الأحوال... هذه الحقيقة لم يتَّعِظُ بها أعداء الإسلام، ولذلك ظل الطيش يغلب عليهم، ولم يفارقهم الشيطان بغوايته، فاستمرت محاولاتهم تلك في مختلف المجالات وفي مختلف البلدان، وعلى مدى الأزمان. وها هي أعمالهم حتى اليوم تدل عليهم: ففي البلاد التي غزتها الشيوعية فُرضت على المسلمين قيود قاسية، ومُنعوا حتى من ممارسة واجباتهم الدينية الشخصية... وعلى الرغم من قسوة القوانين بحقهم، ومضي نصف قرن أو أكثر على صدور تلك القوانين، فإنَّ الإسلام لم ينتهِ هناك ولا يزال فكره النيِّر المعطاء يقضُّ مضاجع الملاحدة، ويثبت لهم فشلهم وخيبة أملهم في محاربة دين الله... كما أن الغرب الرأسمالي الاستعماري لم يكن بأهون شرًّا، إن لم يكن هو المدبِّر الأكبر للمؤامرات على الإسلام، كما يدل عليه تاريخه الفكري السياسي والاقتصادي الذي حفل بأعتى الهجمات وأشدها شراسة على الإسلام وأهله، بما قام به من حروب صليبية لتشتيت قوى المسلمين والسيطرة على ديارهم، وبما روَّج من مؤلفات وكتب وضعها خصيصًا للتجريح والطعن بالإسلام كي يشوّه وجهه الناصع المشرق، أو بما نشر من عملاء مأجورين له في كل مكان، كي يبثوا الفتن والدسائس في صفوف المسلمين أنفسهم... لكنه، ولله الحمد، ارتدّ في جميع ما قام به، أو بما روَّج ونشر، خائبًا حسيرًا؛ وبدل أن ينال من الإسلام فها هو الإسلام ينتشر في بلاده نفسها: في أوروبا، وفي أميركا بشمالها وجنوبها انتشارًا واسعًا لافتًا للنظر، حيث صارت المساجد والمراكز الإسلامية قائمة في معظم عواصم الغرب ومدنه الكبرى.
وعلى الرغم من أن الإسلام هو دين الله الحق، وهذا معتقد أساسي من معتقدات المسلمين، فإنَّ كثيرين منهم يتساءلون:
هل لدى المسلمين الإمكانية للتخلص من ضعفهم حتى يقدروا على حمل الإسلام من جديد؟
وهل في الإمكان تطبيق الإسلام في الوقت الحاضر؟
وإذا كان في الإمكان تطبيقه، فهل يتيسَّر دوام هذا التطبيق؟
إن هذه التساؤلات ناجمة عن الصورة التي شوَّه بها أعداء الإسلام التاريخ لصالحهم، وأظهروا المسلمين على غير حقيقتهم؛ كما هي متأتية من الصعوبة في تقريب الحكم الإسلامي إلى أذهان خضعت لحكم الواقع القائم بحيث لم تعد هذه الأذهان قادرة على أن تتصوَّر النظام الإسلامي إلا في مقياس ما ترى من الأنظمة الديموقراطية المطبقة عليها، وذلك بعد أن طُبعت بالثقافة الأجنبية، وصار من أصعب الصعوبات تحويلها عن هذه الثقافة...
إذًا فالداء هنا يكمن في إغفال الموجهين المسلمين لأثر الثقافة الأجنبية وما تنتجه من مصائب عليهم... فكانوا يحاربون المستعمر في الوقت الذي يتناولون منه ثقافته، من غير أن يفكروا في أنها هي السبب في استعمارهم، وبها يتركَّز الاستعمار في بلادهم... إذًا فلينظر المسلمون كم يكون وضعهم متناقضًا تناقضًا مزريًا، ومضحكًا في آن، وهم يدّعون محاربة الأجنبي الذي يستغلُّهم، بينما هم يديرون له ظهورهم، ويمدون إليه أيديهم من خلفٍ، ليتناولوا بطواعية وشغفٍ سمومَ ثقافته القاتلة، فيتجرعوها ويسقطوا من حيث لا يدرون، صرعى بين يديه، يحسبهم الجاهل شهداءَ نِزَالٍ وما هم، في الحقيقة، إلا صرعى غفلةٍ وتضليل...
فماذا يريدون؟ أيريدون دولًا متعددة؟ لقد أعطاهم الغرب، منذ صار إليه الأمر، دويلات كثيرة، ليمعنَ في تمزيقهم وليُتمّ خطته في تقسيم بلادهم، وبالتالي ليبعدهم عن تطبيق الإسلام الذي يجمع ولا يفرق...
إن هذا الكتاب يحتوي على بعض الأدلة والبراهين التي تؤكد أن الإسلام قد طبق على مدى ثلاثة عشر قرنًا ونيِّف، وهو وحده القابل للتطبيق في كل زمان ومكان، ما دام كتابه القرآن الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، عمادَ الدين والدنيا، وما دامت سنَّة رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلَّم، الذي لا ينطق عن الهوى، الأساس الثانيَ للحكم والنظام...
والكتاب يأتي أيضًا بالقرائن التي تثبت إدانة المستعمر، وبأنه هو وعملاؤه، هم الذين يشوِّهون الحقائق، ويضعون العراقيل أمام الذين يسعون لتطبيق أحكام الإسلام والدعوة إليه حفاظًا على مصالحهم، وتحسبًا من ضياع نفوذهم وسيطرتهم... ومن هنا كانت الصعوبات التي تحول دون وصول الأحكام الإسلامية إلى معترك الحياة حتى تثبت صلاحيتها وتأثيرها في إصلاح أمور الحياة ومواجهتها بأنجح الوسائل والأساليب... ولكن!... ما دام الإسلام قويًّا بذاته، ومحفوظًا بحفظ الله تعالى، وباقيًا إلى يوم القيامة، فإن نهضة المسلمين من خلال الإسلام وبالعمل به ممكنةٌ في كل زمان، وهذا ما يجب أن يضعه المسلمون نصب أعينهم، وملء بصائرهم، وما يجب أن يجنِّدوا له جميع الطاقات في كل آن...

مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢