نبذة عن حياة الكاتب
المسلمون من هم

بَعض الفِرَقِ التي انتحلتِ التشيّع الكيسَانيَّة
بَعْدَ مقتلِ الإمامِ الحسينِ سلامُ اللهِ عليه قامتْ فِرقٌ متعدّدةُ الاتجاهات ومتباينةُ الآراء ومختلفةُ العقائدِ. منْهَا الكَيْسَانِيّة الَّتي تكوّنتْ من آراءِ المختار بْنِ أَبي عُبَيْدٍ الثَّقفي الَّتي كانَ يبثُّها، وقيلَ إِنَّ المختارَ الثَّقفيَّ أَخذَ مذهبَهُ عن مولى اسمُهُ كَيسَان. وهذهِ الآراءُ تقومُ على أَساسِ أَنَّ الإمام شخصٌ مقدّسٌ، تُبْذَلُ لَهُ الطَّاعَةُ ويثقونَ بهِ ثقةً مطلقةً، ويعتقدُونَ أَنَّهُ معصومٌ عن الخطإِ لأَنَّهُ رمزُ العلمِ الإِلهي ويعتقدُونَ برجعة الإِمامِ، وهوَ في نظرِهِمْ بعد عليٍّ والحسن والحسينِ مشيرينَ إِلى محمد بْنِ الحنفيّةِ بْنِ الإِمامِ علي (ع). ويقولُ عنهُ بعضُ اتباعِ المختارِ أَنّهُ ماتَ وسيرجعُ، لكنَّ الأَكثرينَ منهُمْ يعتقدُونَ أَنَّهُ لَمْ يمتْ بَلْ هُوَ حي. ويعتقدُ الكيسانيَّةُ أَيضًا بتناسُخِ الأَرواحِ، وهُوَ خروجُ الرّوحِ من جَسَدٍ وحلولها في جسدٍ آخرَ، وهذَا الرّأْيُ يشابهُ ما في الدّيانةِ الهندوسيَّةِ، ويقولُونَ إِنَّ الرّوحَ تُعَذَّبُ بانتقالها مِنْ حَيِ إِلى حَيِّ أَدنَى منهُ، وَتُثَابُ بانتقالها مِنْ حيٍّ إِلى حيٍّ أَعلى منهُ، وَإِنَّ الأَئمَّةَ تنتقلُ أرواحُهُمْ الَّتي تحملُ العصمةَ مِنْ إِمامٍ إِلى الإمامِ الذي يليهِ، بذلكَ تنتقلُ معها المعرفةُ الَّتي كانَ يتحلى بها الإمامُ السّابقُ إلى الإمامِ اللاحقِ.
وقالُوا إِنَّ لكلِّ شيءٍ ظاهرًا وباطنًا، وإِنَّ لكلِّ شخصٍ روحًا، ولكلِّ تنزيلٍ تأْويلًا، ولكلِّ مثالٍ في هذَا العالَمِ حقيقةً، والمنتشرُ في العالَمِ مِنَ الحِكَمِ والأَسرارِ مُجْتَمِعٌ في الشَّخصِ الإِنسانيِّ، وَهُوَ العلمُ الَّذي آثَرَ بِهِ عليٌّ عليه السّلامُ ابنَهُ محمدَ بنَ الحنفيّةِ، وكلُّ مَنِ اجتمعَ فيهِ هذا العلمُ فهوَ الإِمامُ حقًّا وصدقًّا.
لكنَّ الإِمامَ محمّدَ بْنَ الحنفيّةِ أعلنَ البراءَةَ منَ المختار الثَّقفيِّ، والَّذينَ شايعُوهُ حولَ هذهِ الأَفكارِ، عَلى الملإِ مِنَ الأُمَّةِ وعلى مشهدٍ منَ العامّةِ عندِمَا بلغتْهُ أوهامُهُمْ وأكاذيبُهُمْ. إِلا إنَّ هذهِ الأَفكارَ الفاسدةَ مَعَ الأَسفِ وجَدتْ موضعًا خصيبًا في الكوفةِ وما حولها مِنَ الأَراضِي العراقِيَّةِ في زمنِ الإِمامِ محمدٍ الباقرِ.
ونشأَ الإِمامُ جعفرٌ الصّادقُ فوجدَ أباهُ في أَمرٍ مريرٍ مِنْ هؤلاءِ الَّذينَ يدّعونَ التبعيَّةَ لَهُ وَهُوَ منهمْ بريءٌ. وكانُوا يحاولُونَ الاتصالَ بهِ وبالصّادقِ مِنْ بَعْدِهِ لكنّ كلاهُما كان ينفر منهمُ نفورًا شديدًا.
وَقَدْ أخذتْ تلك الحركات تنمُو ويشتد انحرافُها ويظهرُ ويبينُ في آخرِ القرنِ الأَوّلِ وأَوّلِ القرنِ الثَّاني، أَيْ كانَ نُمُوُّ هذهِ الحركات والإمامُ جعفرٌ الصَّادقُ يدخلُ في دَوْرِ الرّجولةِ ويخلعُ رداءَ الصبا فأَدركَ مراميَهَا وغاياتِهَا وما تؤدّي إليهِ من فسادٍ. فحارَبَهَا كلَّما سمعَ بها.وتبرأَ منها كلَّما نسبُوها إليه كما فعلَ أَبُوهُ من قبلُ.


مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢