نبذة عن حياة الكاتب
عالمية الإسـلام وماديـة العولمـة

مقدمة الكتاب
الحمد لله الذي له الأمر من قبل ومن بعد، يرفع أمماً فيبوِّئها مراتب العز والغَلَبَةِ على مَن سواها، ويخفض أخرى حينما تركن إلى التواكل وتتقاعس عن الأخذ بالأسباب، والصلاة والسلام على محمد وآله، بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة، وهو الناصح الأمين.
فهل كانت الأمة، من بعده، على مستوى الرسالة التي أنعم بها الله تعالى عليها، والأمانة التي استودعها رسوله بين ظهرانَيْها؟
الجواب: نعم يقينية لا تشوبها شائبة شكّ. ودليل ذلك واضح بالخلافة الراشدة(+)، خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ (رضي الله عنهم وأرضاهم) والخلفاء الأربعة حكموا في المدينة المنورة وكان يحيط بهم المهاجرون الأولون والأنصار الذي قال الله السميع العليم بحقهم: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ *}.
ذلك عهد فاضت إشراقاته، فكان نتاجه طيب الثمر على تنوّع، متمايز الأثر على تَلاقٍ، فسادت أمة لم يكن لديها قبل الإسلام من نَيِّر الفكر ما يجعلها قادرة على النهوض، وظلت تتدرج نحو التقدم حت احتلت مركز الدولة الأولى في العالم.
ولكنْ، بعد القرن السادس الهجريّ بدأ التراجع في أكثر من جانب، حتى وصلت الأمة الإسلامية إلى ما هي عليه اليوم من انخفاضِ مَكَانة، بعد أن طَغَتْ عليها مفاهيمُ أممٍ بعيدةٍ عن حضارتها وعقيدتها.
وهي على الرغم من الصحوة الإسلامية التي بدأنا نعيش بَرَكاتِهَا تواجه امتحاناً قاسياً في مدى استعدادها الالتزام بمنهج الإسلام، وإذ هي تناضل في سبيل تأكيد شخصيتها فإنها تُجابه إلى جانب التحدّيات الحادّة، اختلاطاً في الرؤية وضَبَابيةً في المفاهيم، نتيجة ما زُرِعَ حولها من أفكار.
والواجب يقضي على المسلمين اليوم العمل على تَنْقِيَةِ المفاهيم بلا كَلَل للنهوض بالدعوة والخروج من تلك الضبابية بالتبصّر الجادّ. أما التقَوْقُع والانشدادُ إلى حب الدنيا والخوفُ على المصير، فهي من الأمور التي لا تتفق مع رسالة الإسلام المتميز بالريادة في مواجهة القضايا بالفكر المستنير، ومجابهة الواقع السيء بالسعي الدَّؤوب.
والسؤال: كيف.. وما هو الحل؟!.
لقد عدّد الأسبابَ محلّلون، منهم الناصحُ الواعي، ومنهم المتوهّمُ الغافل، وقدّم حلولاً مفكرون لا يُنكَر فضلُهم في ما أصابوا، ولكن الأمر ما زال على كثيرٍ من سوءِ حال، سوى بعض إشراقاتٍ تشعّ من هنا وهناك، في ليل ظُلْمَتُهُ دامِسَة، شديدةُ الوَطْأة.
فيا أيها المسلمون:
القابضون على دينهم كالقابض على الجمر،
الدَّاعونَ إلى أن يكون الدينُ كلُّه لله،
المتّشوّقونَ إلى رِفْعةِ الأمة ونهضتها،
السّاعونَ إلى بناء الشخصية الإسلامية الواعِدَة،
إنّ هذا الكتاب يقدم إضاءاتٍ حول قضايا تتحرك من حولنا، كالعولمة، والخصخصة، والمساواة ، والتنمية، وغيرها من الموضوعات، مستهدفةً هَدْم ما في إسلامنا من معانٍ وقيمٍ، ومفاهيمَ وأحكام، وإلغاءَ شخصيتنا لإرغامنا على الاندماج في حضارة مزيّفة، ظاهرها الرحمة، وباطنها العذاب.
وعلينا جميعاً، ونحن أمة واحدة، أن نعمل صفّاً واحداً استجابةً لأمر الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا}، وقوله تعالى: {وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} وأن نحمل هذا الدين الكريم إلى العالم أجمع لإيقاظه من غَفْلته امتثالاً لأمر الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}.
إنَّ هذا الدين الكريم قد حفظه الله وهيّأ له في كل عصر دعاةً مخلصين حفظاً له من عَبَثِ العابثين. قال رسولنا صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: «يحمل هذا الدين في كل قرنٍ عدول، ينفون عنه تأويل المُبْطِلين وتحريفَ الغالين، وانتحال الجاهلين، كما ينفي الكير خَبَثَ الحديد»(+). وقال : «لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عزَّ وجلّ»(+).
والله من وراء القصد.


مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢